المصرى اليوم
أحمد شوبير
منتخب مصر.. بلاش نتكلم فى الماضى
جاءت نتيجة مباراة غانا ومصر فى ختام تصفيات كأس العالم مرضية إلى حد كبير، ليس فقط بسبب التعادل مع غانا فى ملعبها، ولكن أيضا لما أقدم عليه المدرب هيكتور كوبر، بإشراك عدد كبير من اللاعبين لم يسبق لهم المشاركة منذ فترة طويلة كلاعبين أساسيين فى المنتخب مثل شريف إكرامى وشيكابالا، وأيضا منح الفرصة لكريم حافظ ووسام مرسى وعمرو مرعى، والغريب أن جميعهم كانوا عند حسن الظن وقدموا مباراة طيبة وأثبتوا أنهم قادرون على الدفاع عن ألوان فانلة منتخب مصر فى نهائيات كأس العالم بإذن الله.

ودعونى أتوقف قليلا أمام الثلاثى شريف إكرامى وشيكابالا ووسام مرسى، فالأول تعرض لحملة شعواء عقب الهزيمة أمام الوداد المغربى فى نهائى كأس أفريقيا وخسارة الأهلى لهذه البطولة، والكل توقع ألا يشارك أساسيا مع منتخب مصر فى هذا اللقاء، لكن جاء كوبر ومعه أحمد ناجى، وبحرفية فائقة، وصمما أن يعيدا لشريف الثقة فكانت المشاركة، لتكون هى مباراة عودة الثقة لشريف إكرامى فى هذا التوقيت الصعب.

أما شيكابالا فقد اعتقد الجميع أنه أصبح فى طى النسيان بالنسبة لكوبر وجهازه المعاون، إلا أن ما حدث من الرجل عندما سارع بضمه إلى صفوف المنتخب، بعد تألقه مع فريقه الرائد السعودى، جاء ليؤكد معانى كثيرة جدا أولها أن شيكابالا كان يلعب تحت ضغوط غير معقولة وغير مقبولة فى مصر أدت إلى تراجع شديد فى مستواه وإلى استبعاده الدائم من صفوف المنتخب الوطنى، كما أكدت قصور الفكر لدى شيكابالا عندما ضحى أكثر من مرة بعروض احتراف خارج مصر سواء كانت أوروبية أو عربية، مفضلا العودة مرة أخرى إلى مصر ونادى الزمالك، وبالتأكيد لا خلاف على ذلك، ولكن بشرط توافر عوامل النجاح والبيئة الصالحة لتألق موهبة بمثل هذا الحجم لأنه أضاع على نفسه وعلى منتخب مصر فرصة التألق وتحقيق مجد وتاريخ لم يكن ليقل عن أعظم اللاعبين فى تاريخ الكرة المصرية، وأن موهبة شيكابالا تستحق. من هنا كانت الإشادة بكوبر وجهازه الفنى لإقدامهم على ضم اللاعب بل الأكثر من ذلك لإعطائه فرصة اللعب أساسيا فى هذه المباراة.

ثم يأتى الحديث عن سام مرسى، اللاعب المصرى الجنسية، المولود فى إنجلترا، والذى لا يجيد التحدث باللغة العربية إلا نادرا، ولم يكن حتى يحمل جواز سفر مصرى إلا أن إصرار كوبر على ضمه وإنهاء إجراءاته ليؤكد أن الرجل جاء ليعمل بإخلاص وصدق فى محاولة تحقيق نتائج طيبة لكرة القدم المصرية، ورغم تأخير حصول سام مرسى على الفرصة إلا أن كوبر لم يتردد فى الدفع به عندما حان الوقت المناسب لذلك، فجاءت مشاركته مرضية ونال استحسان كل المتابعين، وهى فرصة لكى أشكر كوبر على حرصه على النجاح وعدم التفريط فى الوقت بزيارات لا داعى لها للدول الأوروبية على نفقة الاتحاد بدعوى متابعة اللاعبين المصريين فى الخارج.

أخيرا.. أتمنى من اتحاد الكرة أن يكون على نفس الدرجة من الاحترافية التى تعامل بها كوبر مع منتخبنا الوطنى طوال فترة توليه المسؤولية كمدير فنى لمنتخب مصر، وأتمنى أن يحافظ الاتحاد على وجود هذا الرجل لأطول فترة ممكنة فى مصر، بصرف النظر عن النتائج التى من الممكن أن تتحقق فى المستقبل، فكوبر يستحق أن يبقى فى مناصب كثيرة فى مصر عقب نهاية مهمته مع المنتخب الأول ومنها أن يصبح مستشارا ومخططا للكرة المصرية على غرار الاتحادات الكبرى، خصوصا أنه أصبح يعرف كل صغيرة وكبيرة عن الكرة المصرية. إذن.. بلاش نتكلم فى الماضى رغم أن الماضى مع كوبر كان كله أفراح، ودعونا نستمد منه الثقة فى تحقيق النجاح والانتصارات بإذن الله.

■ ■ ■

لا أصدق أن يتم رفع توصية من مجلس إدارة نادى الزمالك إلى اللجنة الأوليمبية باستبعاد قائمة كاملة من الترشح لانتخابات مجلس الإدارة بحجة عدم خضوعهم لكشف تحليل المخدرات، وهم جميعا شخصيات محترمة بصرف النظر عن اتفاقنا أو اختلافنا معهم، ولكن يبقى المؤكد انتماؤهم لنادى الزمالك وسعيهم لخدمته من خلال ترشحهم فى الانتخابات.

وكنت أتمنى من مجلس إدارة الزمالك ورئيسه مرتضى منصور أن يكونوا أول المسارعين بالترحيب بالمنافسين لإثبات أنهم قدموا للنادى الكثير من خلال تواجدهم فى المجلس بالدورة الحالية، كما كنت أتمنى أن تكون هناك شفافية واضحة فى العملية الانتخابية داخل نادى الزمالك، خصوصا فيما يتعلق بالتصويت على يومين وآلية الحفاظ على الصناديق وضمان عدم التلاعب بها، كما كنت أتمنى أيضا أن تكون هناك آلية أخرى واضحة لقصة التصويت بالتوكيلات، وهى الظاهرة الفريدة فى كل الانتخابات بمختلف أنواعها فى تاريخ مصر، ولكننا أصبحنا أمام أمر واقع لأن الجمعية العمومية لنادى الزمالك وافقت على ذلك.

والحقيقة أن ما يثير استغرابى هو هذه الدرجة من الثقة اللامحدودة التى يشعر بها مرتضى منصور لدرجة أنه صرح فى حديث صحفى بأن انتخابات الزمالك أشبه بمباراة بين منتخب ألمانيا وفريق قريته «بشالوش» بميت غمر.

إذن.. إن كانت هناك هذه الثقة فلماذا لا يبادر المجلس بالترحيب بالمنافسة والتى لا وجود لها أصلا فى رأى مرتضى منصور، ولماذا لم يفتح الأبواب للندوات والمؤتمرات الانتخابية وممارسة المرشحين لأبسط حقوقهم فى الترويج والدعاية لأنفسهم فى هذه الانتخابات، وهذه أبجديات الانتخابات.

نعم.. قدم منصور أشياء جميلة لنادى الزمالك، كان من الأفضل أن يترك الجمعية العمومية بحريتها كاملة لتقدم له الشكر من خلال التصويت له فى الانتخابات بعيدا عن هذه الضغوطات، ولكن ورغم هذه الصورة التى تبدو أحيانا قاتمة إلا أن هناك شيئا إيجابيا أيضا أقدم عليه مرتضى منصور وهو تعيين لجنة قضائية لإدارة نادى الزمالك طوال أسبوع الانتخابات، وكم كنت أتمنى أن يستمر هذا السلوك مع كل ما يخص الانتخابات حتى نضمن نزاهتها وشفافيتها.

من هنا.. أطالب الوزير خالد عبدالعزيز، والمهندس هشام حطب، بمراجعة قانون الرياضة من جديد والوقوف على الأخطاء التى واجهتنا خلال انتخابات الدورة الحالية فى كل الهيئات الرياضية وإعادة تعديل بعض مواده من جديد مثلما قال الوزير والدكتور حسن مصطفى والمهندس هشام حطب إن الانتخابات ستفرز لنا بالتأكيد بعضا من العيوب، وبالتالى سيكون أمام الوزارة واللجنة الأوليمبية فرصة لإصلاح الأمر حتى نتلافى كل هذه الأخطاء فى المستقبل.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف