لمن لا يعرف، فإن جماعة الإخوان المسلمين نشأت بمنحة من شركة قناة السويس المملوكة فى تلك الفترة للإنجليز، وقد أطلقت الولايات المتحدة العنان لـ«الأصولية الإسلامية»، إلا أن مؤسس الجماعة حسن البنا كان دائم الالتقاء بعدد من سفراء الدول الأجنبية وعلى رأسها بريطانيا وأمريكا.
ووفقًا لما ورد بكتاب الأمريكى روبرت دريفوس «لعبة الشيطان» فإن واشنطن دعمت الجماعات الإسلامية بالشرق الأوسط وشمال إفريقيا جهرًا وسرًا، مما تسبب فى ميلاد «الإرهاب»، مؤكدًا أن أمريكا تلاعبت بالإسلام كعقيدة كما تلاعبت بالجماعات الإسلامية التى دعّمتها وموّلتها.
وكشف الكتاب عن أن الولايات المتحدة استخدمت الإخوان المسلمين فى الخمسينيات، ضد الزعيم الراحل جمال عبدالناصر، وبعد وفاة ناصر عام ١٩٧٠ وتراجع القومية العربية أصبح الإخوان سندًا وحليفًا لأمريكا بشكل أقوى، خاصة أن الرئيس أنور السادات استخدم الإخوان حينها لمناهضة الناصرية.
واعترف «دريفوس» بأن بلاده هى المسئول الأول عن انتشار ما سماه «الإرهاب الإسلامى»، بدعمها الإخوان المسلمين فى مصر، والثورة الإسلامية فى إيران، وتنظيم القاعدة خلال الحرب الباردة، مشيرًا إلى أن تلك التنظيمات انقلبت فيما بعد على واشنطن مثل «الوحوش التى تنقلب على راعيها».. فها قد شهد شاهد من أهلها!