الأهرام
مرسى عطا الله
كل يوم - قرارات السيسى بين المسئولية والشعبية!
هناك من يعتقد أن الرئيس عبد الفتاح السيسى لم يحسب جيدا حساب الخطوات الشجاعة والجريئة التى أقدم عليها لإصلاح المسار الاقتصادى، ولم يصغ لنصائح همس بها مخلصون له بأن ذلك يمكن أن ينتقص من رصيد شعبيته وجماهيريته.

وفى اعتقادى أن الرئيس السيسى عندما حزم أمره باتجاه انتهاج سياسة الجراحات والتوقف عن سياسة المسكنات كان يعبر عن فهم لحكمة التاريخ التى تقول لنا إن جميع الأشياء ليست قابلة بسهولة للتغيير المستمر، لأن معظم الأشياء تميل للثبات ولكن القراءة الموضوعية للأوضاع المصرية الراهنة تدفعنا إلى ضرورة الإدراك المبكر لحقيقة لم تعد تقبل جدلا ولا شكا، وهى إننا إذا تخلفنا اليوم عن إجراء الجراحات الضرورية للبنيان الاقتصادى والاجتماعى فإننا سوف نحكم على أنفسنا مبكرا ببدء السير على طريق الدولة الفاشلة، وربما الدولة المفلسة تماما!

بل إننى أستطيع أن أقول: إن ما أقدم عليه الرئيس السيسى يقترب كثيرا من الفهم الصحيح للحكمة الفرنسية القائلة بأنه «ليس من المصلحة أن تدع الأمور على حالها حتى لو لم تكن سيئة لأن الآخرين لن يدعوها بل سيحاولون تحسينها من وجهة نظرهم التى قد لا تكون ملائمة لك».

ومعنى ذلك أن نداء المسئولية الوطنية كان هو الدافع والمحرك وراء سلسلة الإجراءات الاقتصادية التى أفرزت أوجاعا اجتماعية مؤقتة هى أشبه بأوجاع الأيام الأولى للعملية الجراحية، ثم سرعان ما يلتئم الجرح ويستعيد البدن عافيته.

وهنا لابد من الاعتراف بأن فجائية القرارات مع غياب التحليل العلمى العميق فى وسائل الإعلام لشرح ما جرى وليس التصفيق له فقط مما أدى إلى تشويش كان يمكن تفاديه وهو ما يتحتم علينا سرعة ملاحقة صناعة جديدة اسمها صناعة المعرفة والتى تسهم فى تقليل المخاطر عند صناعة القرارات وأيضا عند طرحها على الرأى العام!

خير الكلام:

<< المعرفة هى أول خطوة على طريق النجاح!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف