الأهرام
حسين الزناتى
بضمير- انقذوا العقول قبل البطون
عندما أشدنا بدور وزارة الشباب حالياً فى مجال الثقافة والفن الراقى، لم نقصد الحديث عن قصور فى دور وزارة الثقافة بقدر ماهو تشجيع على تكرار نموذج وزارة الشباب لوزارات أخرى، ومؤسسات الدولة، ورجال أعمال وطنيين للعمل فى نفس النهج لتتحول هذه الجهود مجمعة الى مشروع تنويرى حقيقى على أرض الواقع، وليس مجرد شعارات تطلقها نخبة محدودة بينها فى الغرف المغلقة أو الصالونات الثقافية الجامدة دون الوصول الى أعماق مجتمع يشهد تحولات سلبية لن ينتشله منها غير عقول واعية يسهم فى تشكيلها هذا المشروع وتلك الجهود.

لا ننكر أن البطون الجائعة تريد أن تشبع قبل أن تفكر، لكن الواقع أيضاً يؤكد أن ملء البطون وحده لم يعد كافياً أن ينتشل العقول من الخواء والأفكار من التشويش والشباب من الوقوع فى براثن التطرف أو الخروج عن معانى الانتماء والوطنية، وربما الخيانة للوطن ذاته.

هنا لامفر فى مجتمع خرج من رحمه ثورتان رغم ايجابياتهما الكثير من السوءات التى تجعلنا نعى أن العشوائية لاتكون فقط فى الأحياء، بل ربما فى الافكار والاتجاهات.. وأن الفوضى لاتكون فقط فى الشوارع والميادين بل فى السلوك والرؤى.. وهنا لم يعد أمامنا بد أن يشارك الجميع دولة مع وزاراتها، ومؤسسات وطنية مع اداراتها، ورجال أعمال وطنيون مع العاملين معهم فى مشروع واحد يحمى العقول قبل البطون، وأن يكون هناك إيمان واسع بهذا المشروع على أرض الواقع كل على قدر سعته، لا أن يكون الحديث عن العقل والتثقيف وزيادة الوعى مجرد كلمات تمتلئ ألسنة المُنظرين فى غرفهم المغلقة.. فهل يستمع كل هؤلاء للدعوة أم سنرى على وجوههم ضحكة ساخرة على كاتب وكأنه يعيش الوهم؟!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف