الوفد
وجدى زين الدين
تهميش الأحزاب.. مرفوض
وحتى كتابة هذه السطور، هناك حملة شعواء على الأحزاب السياسية، بل هناك إصرار شديد على استمرار ضعفها كما كان فى الأزمنة المظلمة التى كانت تريد فقط من الأحزاب أن تكون ديكوراً لتزيين الحكم، لا يمكن أن تكون هناك حياة ديمقراطية سليمة بدون أحزاب، يعنى كيف يتم تداول السلطة ولا توجد أحزاب، والذى نعرفه ويعرفه كل العقلاء أن تداول السلطة يتم بين أحزاب وليس بين أفراد وبالتالى فالأنفع والأجدى هو تقوية الأحزاب.
وغاية الديمقراطية ومنتهاها هو تداول السلطة وبدون ذلك لا تكون هناك ديمقراطية وأى حديث عنها يكون هراء، ويتم تداولها من خلال الأحزاب وليس الأفراد.. وأمام ذلك يجب أن تتوارى خجلاً أية دعوات تزعم أن المصريين غير مهيئين لتطبيق الديمقراطية، فهذا الشعب القوى الذى قام بثورتين عظيمتين فى زمن وجيز جداً، عيب أن نصفه بأنه لا يستحق أن يتمتع بالديمقراطية إحدى دعائمها الرئيسية هى تداول السلطة.. كما أنه لا يحق لأحد مهما كان أن يتحدث نيابة عن جموع المصريين الذين هم بالفعل نفذوا الديمقراطية وبطريقة لفتت أنظار الدنيا كلها من خلال الثورتين العظيمتين.
الإسطوانة المشروخة التى ترددها جماعات أو أفراد لا تريد لمصر العبور الى المستقبل وتعيب على الأحزاب أداءها وتناصبها العداء، بهدف تعطيل المسار الديمقراطى ومخالفة الدستور فى تداول السلطة.. هناك إصرار على إضعاف الأحزاب، وبدأت الأمور من خلال الحديث الدائر عن ضعف الأحزاب، وهذا غير صحيح إنما كان بفعل فاعل.. ولا أعتقد أن أحداً يرضى أبداً بالعودة إلى نظام فاسد ولا لنظام فاشى. والشعب المصرى العظيم لديه إصرار على العبور إلى بر الأمان فى الدولة الديمقراطية الحديثة التى ينشدها الجميع.. وبناء مصر الكبرى لا يتأتى إلا بدور فاعل للأحزاب وتقوية مؤسساتها المختلفة وما دون ذلك فيعد ردة عن الثورتين، وكفى ما حدث فيما مضي من زمن تهميش الأحزاب.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف