المصرى اليوم
ياسر أيوب
انتهت اللعبة يا إيفرا
بعد عشرة أيام من الجدل والصخب والغضب.. قرر الاتحاد الأوروبى لكرة القدم أمس الأول إيقاف اللاعب الفرنسى باتريس إيفرا عن المشاركة فى جميع مسابقاته حتى نهاية شهر يونيو المقبل وغرامة مالية مقدارها عشرة آلاف يورو.. وبالإضافة لذلك قرر نادى مارسيليا إنهاء تعاقده مع إيفرا رسميا، حيث لم يعد مُرحبا باللاعب فى صفوف النادى الفرنسى الكبير.. وقبل أى حديث عن معانى ودلالات هذه القرارات والعقوبات يمكن التوقف أولا عند ما قام به باتريس إيفرا فى الثانى من نوفمبر الحالى قبل مباراة مارسيليا ونادى فيتوريا جيماريش البرتغالى فى إطار الدورى الأوروبى.. حيث قام النجم الفرنسى الكبير بركل أحد المشجعين قبل بداية المباراة فكان قرار الحكم بطرده قبل أن يبدأ اللعب.. وتخيل إيفرا أن الحكاية ستنتهى عند هذا الحد وأن قرار الطرد من تلك المباراة هو عقابه الوحيد بعد ما قام به منفعلا ضد أحد المشجعين.. لكن إيفرا كان مخطئا تماما فى تصوراته وحساباته.. فالمسألة باتت تكبر وتزداد تعقيدا يوما وراء يوم.. جمهور مارسيليا كان غاضبا ولم يعد يريد هذا اللاعب سيئ الخلق فى صفوف فريقه.. والصحافة الفرنسية مارست غضبها الهائل على لاعب تجاوز حدوده ومارس سلوكا ليس مقبولا من أى لاعب كرة سواء كان لاعبا عاديا مغمورا أو نجما كبيرا مثل إيفرا اللاعب الدولى بالمنتخب الفرنسى.. وبلغ الأمر بصحيفة الفيجارو الفرنسية الشهيرة والعريقة أن تكتب وتصف ما جرى بأنه كان شهادة وفاة للنجم الفرنسى الكبير.. ومثل الفيجارو كانت معظم الصحف والمجلات الفرنسية السياسية والاجتماعية.. أما صحيفة ليكيب التى هى الصحيفة الرياضية الأشهر والأكبر فى فرنسا والعالم كله فقد حاصرت جان ميشيل إيرو رئيس نادى مارسيليا بمطالب إبعاد إيفرا والتساؤلات عما إذا كانت الصداقة بين رئيس النادى واللاعب ستمنع اتخاذ القرار الصحيح والعقاب اللازم.. وبالفعل قرر رئيس النادى ألا يشارك إيفرا فى المباراة التالية لمارسيليا فى الدورى الفرنسى.. ولم يكتف جمهور مارسيليا بذلك أو الصحافة والأسرة الكروية الفرنسية كلها.. ورفعت جماهير مارسيليا أثناء تلك المباراة أكثر من لافتة تهاجم إيفرا، أبرزها كانت لافتة كبيرة مكتوبا فوقها.. انتهت اللعبة يا إيفرا.. ووسط ذلك كله كان الاتحاد الأوروبى لكرة القدم يجتمع ويناقش سلوك اللاعب الفرنسى وأخيرا يقرر إيقافه أوروبيا حتى نهاية الموسم الحالى.. وكانت إدارة نادى مارسيليا تجتمع وتقرر إنهاء التعاقد مع هذا اللاعب مع احتمال توقيع عقوبات أخرى ضده.. وما يمكن تعلمه هنا من هذه الحكاية هو سرعة القرار وعدم إبقاء الملف مفتوحا مثلما اعتدنا نحن فى كل حكاياتنا وأزماتنا الرياضية فى مصر.. وأنهم فى فرنسا وأوروبا لا يتركون القضايا معلقة حتى ينساها الناس دون قرار أو عقاب.. كما أنه ليست هناك شفاعة لأى نجم مهما كانت موهبته وبطولاته وانتصاراته تعفيه من المساءلة والعقاب حين يخطئ.. ومهما كان اعتزاز الجمهور والصحافة والمسؤولين بهؤلاء النجوم والامتنان لهم إلا أن ذلك لا يجعلهم نجوما فوق كل وأى قانون.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف