الأهرام
مرسى عطا الله
كل يوم - وما الجديد في شرم الشيخ ؟
من الصعب علي أي مصري عايش سنوات الفوضي والتسيب التي دهمت مصر في السنوات الأخيرة أن تغيب عنه دلالات الخطر التي كانت قد أحاطت بالوطن وهددت وجود الدولة المصرية تحت رايات غضب مصنوعة وسابقة التجهيز استغلت حماس الشباب أسوأ استغلال وتحولت بنياتهم الصادقة التي تدعو للتغيير والإصلاح إلي شحنات من الحقد والرفض الذي يقود نحو الهدم والتدمير.. وهنا تكمن أهمية وقيمة ومغزي تنظيم مصر لهذا المنتدي العالمي للشباب الذي يعني بداية تعافي مصر من أوجاع الفوضي وتأكيد قدرتها علي مواصلة حربها المشروعة ضد الإرهاب.

ولست هنا في معرض التطرق لروعة التنظيم وجمال الإبهار وعمق المحاور المطروحة للنقاش المفتوح والصريح حول مختلف القضايا مثلما لست معنيا بالرد علي الهذيان والانحطاط من جانب قنوات الفتنة والتحريض في الدوحة ولندن واسطنبول والتي اختصرت المنتدي في الكلفة الباهظة حسب ادعائها المتهافت الذي انزلق إلي حد عدم الاعتراف بالشباب المشارك في المنتدي كممثل ومعبر عن شباب مصر في ظل غياب الرموز الشبابية المتورطة في الحرق والسلب والنهب والعنف خلال أحداث 25 يناير واستنكار عدم دعوة الشباب المدان بأحكام قضائية في جرائم الإرهاب!

ما يعنيني أن المنتدي بعث رسالة عميقة للعالم كله بأن في مصر دولة تعرف قيمة وأهمية الدور الذي يمكن أن يلعبه شباب العالم في توحيد الرؤي وتقريب المسافات من أجل بناء جبهة متماسكة ترفض الإرهاب وتنتصر للتعايش والحوار وتتسع لاستيعاب منطق شباب العصر الذي يتحتم فهمه والتجاوب معه وليس مجرد احتوائه وهذا هو الأمر الجديد المعبر عن فكر سياسي جديد يستهدف إعادة احتضان مصر لشبابها وتمكينه من أن يكون شريكا وفاعلا في بناء مصر الجديدة. وفي اعتقادي أن السعي الصادق لاستكشاف أبعاد وحدود المقاصد الإيجابية لمنتدي شرم الشيخ وما يمكن أن يتداعي بعد ذلك من نتائج يستلزم استرجاع صورة مشاهد الفوضي التي شوهت بلادنا في السنوات الأخيرة بفعل فاعل خبيث استثمر براءة وطهارة الشباب ودفع بهم إلي ساحات الفوضي والجدل قبل أن يعود الرشد وينتفض شباب مصر عن بكرة أبيه في 30 يونيو 2013.

خير الكلام:

<< إن الفراغ و الجدة مفسدة للمرء أي مفسدة!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف