المصرى اليوم
أحمد شوبير
حتى لا يخسر الأهلى كل شىء
عاد الأهلى من المغرب بعد أن خسر بطولة أفريقيا لكرة القدم أمام الوداد المغربى فى نهائى أقل ما يوصف به أنه نهائى مثير جمع بين بطل اعتاد التتويج وفريق عنيد غابت عنه البطولة منذ 25 عاما.

وللحق فإن كلا الفريقين أدى ما عليه فى سبيل الوصول للمباراة النهائية والحصول على الكأس، الأهلى ذهب بفرص أقل قليلاً من الوداد لتعادله فى القاهرة وإهداره فرصة إنهاء البطولة تماماً، والقضاء على أحلام فريق الوداد، أمام الوداد فكانت فرصه أفضل على الأقل من الناحية النفسية.

أيضا الوداد يمتلك مدرباً ذكياً هو الحسين عموته الذى احترم الأهلى كثيراً ودرسه أكثر.

ولعل الجميع يقدر حسرة وألم المسؤولين فى الأهلى وأيضا اللاعبين والجهاز الفنى، ولكن ليس معنى ذلك أن نبدأ فى خلق المبررات الواهية لخسارتنا للبطولة، فالكل يعلم أن المباراة الأولى فى ملعبك تمثل أكثر من 75% من المشوار، وأن عدم تحقيق الفوز فى مصر قد أثر بشدة على نتيجة مباراة العودة.

ولعلى أؤكد أن حكم المباراة كان سخيفاً مع النادى الأهلى، خصوصاً فى بعض القرارات مثل الإنذارات المبكرة لأجايى وأحمد فتحى وأيضا تحزيم المباراة فى بعض الفترات، ولكنه لم يكن أبدا سببا فى هزيمة الأهلى وفقدانه البطولة، فالرجل لم يلغ هدفا صحيحا للأهلى، ولم يتغاض عن ركلة جزاء ولم يحتسب أخطاء مؤثرة لفريق الوداد، كما أن هدف الوداد الذى فاز به أوضحت الإعادة أنه صحيح 100% ولا ننسى جميعا أن بكارى جاساما حكم اللقاء هو الذى أدار لقاء مصر والكونغو واحتسب لنا ضربة جزاء فى اللحظات الأخيرة من المباراة التى صعدت بنا إلى نهائيات كأس العالم.

من هنا لا أجد مبرراً واحداً لكل هذه الحملة لإيجاد مبررات للهزيمة، ومنها على سبيل المثال ما روّجت له بعض وسائل الإعلام التابعة لمجلس إدارة الأهلى من أن مشجعى الوداد يشجعون فريقهم أمام فندق الأهلى ليلا وهو ما يزعجهم ونسوا جميعا أن اللقاء كان سيقام فى اليوم التالى فى الثامنة مساء بتوقيت المغرب.. إذن لا إزعاج ولا يحزنون ثم إن عدد الأفراد الذين كانوا يشجعون الوداد أمام الفندق لم يتجاوز عددهم أصابع اليد الواحدة.

إذن.. ليس مطلوباً من مجلس إدارة النادى الأهلى ومن الإعلام التابع له أن يأتى بالمبررات الواهية للهزيمة وفقدان البطولة، فالكل أثنى على أداء الفريق وروحه القتالية ومحاولاته المستمرة لإدراك الفوز ورفع الكأس مع الاعتراف بأن لدينا بعضاً من الأخطاء الفنية التى لابد من العمل على إيجاد حلول سريعة لها، فمن غير المعقول أن تستقبل شباك الأهلى 9 أهداف فى 6 مباريات هى مباريات حاسمة للفوز بالبطولة ولولا السداسية الشهيرة أمام النجم الساحلى لكنا أيضا اتهمنا خط الهجوم بالضعف الشديد.

كل هذه عوامل تدعونا إلى التوقف والنظر للأخطاء التى وقع فيها فريق الأهلى بدلاً من إلقاء اللوم على الحكم والجماهير التى احتشدت داخل الملعب لتشجيع فريقها للفوز بالبطولة وهو حق مشروع لها مثلما هو حق مشروع لجماهير الأهلى والتى أشدنا جميعا بها عندما احتشدت فى ملعب برج العرب لمؤازرة الأهلى ومساندته وحتى عندما اقتحمت استاد التتش أشدنا بها، على الرغم من الخطورة التى واجهها البعض وأدت إلى إصابات، ولولا لطف الله لوقع ضحايا وتكررت المأساة ولكن هذه المرة داخل استاد التتش.

وكان غريباً على الأهلى أن يحدث ولأول مرة فى تاريخه تراشق بين أحد المرشحين لمجلس الإدارة، وأقصد المهندس مصطفى مراد فهمى، المرشح لمنصب نائب الرئيس على قائمة محمود طاهر وبين اللاعبين والمدربين، حينما انتقد فهمى شريف «إكرامى» ليخرج علينا الكابتن إكرامى الأب، مسؤول تدريب حراس المرمى بقطاع الناشئين، مهاجماً إياه بضراوة، ثم يكمل شريف إكرامى الابن الهجوم فى اليوم التالى وسط ظاهرة لم تحدث أبدا فى تاريخ انتخابات النادى الأهلى، وهو ما يؤكد أن الأهلى لم يكتف فقط بخسارة البطولة بل فى طريقه لخسارة مبادئ وأساسيات تربّى عليها أبناؤه طوال تاريخه.

أعلم أن مجلس إدارة النادى الأهلى كان يعوّل الكثير على الفوز بهذه البطولة، خصوصاً أن الانتخبات على الأبواب، كما أنها تأتى بعد أيام قليلة من خسارة الأهلى بطولة أفريقيا لكرة اليد أمام غريمه التقليدى الزمالك وبفارق 5 أهداف، ما أغضب جماهير الأهلى ثم تزامنت مع قرار هيئة التحكيم بتغريم الأهلى 134 مليون جنيه وهى أقصى غرامة حدثت فى تاريخ الرياضة العربية ليدفع الأهلى ثمن تهور بعض من أعضاء مجلس إدارته وأيضا عدم التروى والحكمة فى مواجهة مثل هذه الأزمات، وأخيرا جاء حكم محكمة القضاء الإدارى برفض دعوى بطلان اللائحة الاسترشادية التى قررت اللجنة الأوليمبية المصرية إقامة انتخابات الأهلى طبقا لها وأبطلت جمعيته العمومية والتى تم صرف الملايين عليها والترويج لأعضاء النادى بأنهم قادرون على تمريرها مع نشر بعض الأخبار التى تؤكد أن الدولة من خلفهم وأنها ستساندهم فى هذه القضية، وخرج بعض أنصارهم ليؤكدوا أن زيارة السيد وزير الشباب والرياضة للنادى الأهلى تزامناًً مع أولى ندوات محمود طاهر، جاء ليؤكد ذلك، ولكن حكم المحكمة برئاسة المستشار سامى عبدالحميد ودائرته الموقرة جاء ليؤكد أن القضاء المصرى مستقلاً ونزيهاً وبعيداً عن كل هذه الشائعات.

أخيراً.. يجب على مجلس إدارة النادى الأهلى أن يوقف هذا النزيف من الخسائر المتتالية والتى تؤدى بالتأكيد إلى إضعاف هيبة الأهلى والحد من قوته التى استمدها من جماهيره وانتصاراته وأخيراً أعضائه.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف