المصريون
محمود سلطان
الإسلاميون و"خالد علي".. الإصرار على "الكبائر"!!
تواترت الأخبار ليلتي 3/11، 4/11/2017، التي تؤكد أن المناضل الحقوقي الكبير خالد علي، قرر خوض انتخابات الرئاسة، وأنه سيعلن ذلك رسميًا في مؤتمر صحفي من المقرر عقده خلال أيام.

وإذا كان من المفهوم، أن يسخر مؤيدو الرئيس من "علي"، بوصفه منافسًا لمرشحهم المفضل، فإنه لم يكن مفهومًا، أن يختار الإسلاميون والإخوان تحديدًا، الاصطفاف خلف مؤيدي السيسى، يكيلون الشتائم و"التريقة" على الرجل!.

صحيح أن حملة "علشان تبنيها"، كانت رسائل تفيد بوجود قلق "الاتحادية" من شيء ما.. ربما تتكشف أبعاده خلال الشهور القليلة المتبقية على موعد الاستحقاق الرئاسي.. إلا أنها أيضًا، تشير إلى قلق ضمني، من أي مرشح محتمل، قد يكون مرشحًا قويًا، وقد يحقق المفاجأة، أو يمثل ضغطًا هائلاً على السلطة، يحملها على اتباع ممارسات تخصم من شرعية الرئيس حال فوزه، وتعيدها مجددًا إلى مربع اليوم التالي من الإطاحة بمرسى يوم 3 يوليو.. وهو المربع الذى لا يتمنى السيسي العودة إليه، بعد أن سجلت فواتير التطبيع مع الشرعية الجديدة، أرقامًا أفزعت الرأي العام.

فى هذا السياق المتوتر وشديد الرخاوة، وغير الواثق من مفاجآت الأيام المقبلة، فإن خالد علي، سيعتبر تحديًا حقيقيًا، لرغبة السيسى فى البقاء على السلطة.. والمسألة هنا ليس لها علاقة بالأوزان النسبية للمتنافسين على المقعد الرئاسي.. فهذا التحدي ـ الذي يراه البعض هينًا ـ هو موجود فعلاً في عقل قصر الاتحادية، القلق من "شيء ماء"، قد لا نعرفه نحن، ولكن هو ـ أي الرئيس ـ يعرفه بشكل جيد.. وربما يقض مضاجع الدائرة القريبة منه والتي يثق فيها وفى إخلاصها له.

فإذا كان هذا ما نفهمه بشأن "قلق" السلطة من "علي".. فما الذى يزعج الإسلاميين منه.. ما أحالهم ـ دون وعى ـ إلى مصدر للدعم اللوجستى لحملة "علشان تبنيها"؟!.

الإسلاميون يرون أن "علي" سيكون المرشح "الكومبارس"، استنادًا إلى ما يعتبرونه ذات الدور الذى قام به حمدين صباحى فى انتخابات 2014.. وما صاحب ذلك من حملة إساءة للرجلين معًا.

لم يتعلم الإسلاميون من أخطائهم الكبيرة، والتى أضاعت الثورة، وانتهت بالبلاد إلى أن تمسى على هذا النحو البائس الذى نراه الآن وشديد الخطورة على وجودها وعلى مستقبلها وبتنا محل "معايرة"، وعلينا أن نختار: إما القبول بالردة الحضارية والظلامية السياسية التى تركتها لنا جماعة الإخوان بعد خروجها من السلطة.. وإما أن نقبل بمعسكرات اللاجئين وبمصير يشبه العراق وسوريا!!.

ومثلما أضاعوا فرصة "البرادعي".. الذى أهانوه وخاضوا فى عرضه.. يعيدون الآن ذات السيناريو بذات مفرداته "الهبلة" مع المناضل الحقوقى خالد علي!!

ويبدو أنه ليس ثمة أمل.. فى أن يتعلموا.. وبات البحث عن حلول بعيدًا عن الإسلاميين.. ضرورة لا تحتمل الانتظار أو إرجاءها لأجل غير مسمى.

تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف