المصرى اليوم
اسلام الغزولى
نصف الحقيقة
نصف الحقيقة هي السم القاتل الذي تعيش عليه بعض وسائل الإعلام التي تسعى لتحقيق مصالح خاصة واختزال المواقف لتحقيق أهداف غير معلنة للقارئ أو المشاهد، وفي سبيل هذه المصالح وتلك الأهداف تقوم بتلوين الخبر أو قصه أو إبرازه أو تجاهله، وهنا تظهر مشكلة كبرى تتمثل في كون المتلقي سواء كان قارئا أو مستمتعا أو مشاهدا لا يمتلك في العموم أدوات البحث العلمي الموضوعية للتأكد من صدق أو كذب أو تلوين المعلومات المقدمة أو حتى الزاوية التي قدمت منها.

لذلك يقع الكثيرون في براثن هذه الوسائل الإعلامية الزائفة والتي تعبر عنها في أيامنا هذه بصورة واضحة قنوات الجماعة الإرهابية التي تبث من خارج الدولة المصرية بأسماء متعددة وهدف واضح هو الخلط الواضح بين المعلومة والرأي والعمل على التضليل لتحقيق هدف الجماعة من إضعاف الجبهة الداخلية المصرية.

ظهر ذلك بوضوح في عدة تغطيات مشبوهة على إثر بعض الحوادث الإرهابية التي تمت ضد كل من أبطالنا من رجال القوات المسلحة الباسلة وشرطتنا القوية في مواجهة الإرهابيين بسيناء والواحات.

ونجد أنه في الوقت الذي تعمل فيه كافة أنظمة القوات المسلحة في كل دول العالم تقريبا على تقديم معلومات قليلة تخدم أهدافها في محاربة أعدائها يريد البعض استغلال شهوة المعرفة والفضول أن تخرج قواتنا عن الأطر المنظمة لتقديم المعلومات فيما لا يضر حربها ضد الإرهاب..

لا شك أن البيانات القصيرة بالفعل لا تقدم كل المعلومات، لكن المؤكد أن تحقيق الانتصار في المعارك الكبرى أهم من شفافية تخدم العدو وتظهر الشائعات والأقاويل لتتنتشر عبر وسائل إعلامية موجهة وبعضها للأسف صاحب سمعة ومكانة دوليه مثل وكالة رويتر وإذعة بي بي سي.

إن الغرض هنا إشباع فضول المتلقي ولو بالكذب؛ الأمر الذي يفقدها مصداقيتها مع الوقت، وفي قنوات الجماعة الإرهابية نجد أن الهدف هو إضعاف القوة المعنوية للشعب وهدم الثقة مع قواته، وهي شرور عظيمة تصل في فترات الحروب إلى مكانة الخيانة العظمى بالفعل. وهنا فإن الرسالة يجب أن تكون إن كنا لا نملك السيطرة على قنوات تبث في الخارج فلابد أن تكون رسالتنا موجهة بالأساس إلى المتلقي الذي يفتح أذنيه وعقله وقلبه لكل الأهواء الفاسدة، ذلك حتى يدرك الفرد خطورة الانصياع إلى قنوات هدامة وإعلام مضلل فلابد أن يمتلك وعي قراءة المشهد ككل وأن المصداقية ضرورة أكثر من الانفراد. وأن المعلومات العسكرية في كل الأعراف العالمية ليست متاحة على الهواء مباشرة وأن نشر كل الأسرار خطر مدمر.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف