الأخبار
جلال عارف
في الصميم - ترامب المحاصر.. قد يكون أخطر !!
مازال الرئيس الامريكي »ترامب»‬ بعيدا عن الخطر في قضية التدخل الروسي المحتمل في الانتخابات الامريكية.. لكن تأكيداته المستمرة بأنه لاتواطؤ من جانبه مع روسيا لاتنفي أن الموقف ـ بالنسبة له ـ يزداد حرجا بعد وضع مدير حملته الانتخابية السابق »‬بول مانفورت» قيد الاقامة الجبرية مع شريك آخر، وتوجيه اثني عشر اتهاما لهما من بينها التآمر ضد أمريكا والتواطؤ لغسل الاموال، تم استدعاء رجل ثالث من رجال »‬ترامب» هو »‬جورج بابا دوبلوس» الذي سبق أن اعترف بأنه كذب علي سلطات التحقيق بشأن لقاءات شارك فيها مع الروس أثناء معركة انتخابات الرئاسة!!
مازال الأمر بعيدا عن توجيه اتهامات رسمية للرئيس الامريكي. لكن السوابق الامريكية بهذا المصدر تقول إن الأمور لاتسير بشكل جيد بالنسبة لترامب، وأن ماحدث لمساعديه السابقين حتي الآن يقول إن جهات التحقيق أصبح لديها »‬قضية » وأننا امام الخطوة الأولي في طريق لايعرف أحد نهايته التي قد تكون ـ في نفس الوقت ـ نهاية سياسية للرئيس »‬ترامب» وللعاصفة التي جاء بها للبيت الابيض!!
من هنا خالف »‬ترامب» كل النصائح التي طالبته بالبقاء بعيدا عن القضية الآن. سارع ـ كالعادة ـ باللجوء الي تغريداته علي »‬تويتر» مؤكدا انه لاتواطؤ مع روسيا من جانبه، ثم مطالبا جهات التحقيق بأن تركز جهودها لاستهداف »‬هيلاري الحقيرة والديموقراطيين»!! كما قال وهو يحاول تحويل الاهتمام الي منافسته السابقة هيلاري كلينتون وماجري من تحقيقات حول استخدام حسابها الشخصي في قضايا هامة أثناء توليها وزارة الخارجية.
ولايبدو من قبيل المصادفات أن يبادر »‬ترامب» في نفس اليوم الذي مثل فيه مساعدوه السابقون أمام القضاء، الي الاعلان عن القبض علي أحد المتهمين في قضية اقتحام السفارة الأمريكية في بنغازي والتي تمثل اخفاقا للادارة الديموقراطية وللوزيرة السابقة كلينتون التي خضعت للمساءلة القانونية والسياسية بشأنها دون أن يسفر ذلك عن توجيه أي اتهامات لها، وان بقيت شبهة التقصير تلاحقها.
الأهم أن كل ذلك يجري، والاطراف جميعها تضع عيونها علي الانتخابات التشريعية التي تجري في نوفمبر من العام القادم، والتي يأمل فيها الديموقراطيون أن ينهوا سيطرة الحزب الجمهوري علي الكونجرس بمجلسيه. واذا حدث ذلك فسيكون الطريق مفتوحا أمام كل الاحتمالات بشأن مصير »‬ترامب».
أمام أمريكا عام من المنافسات الداخلية الصعبة. وأمام »‬ترامب» معركة علي كل الجبهات الحزبية والاعلامية والتشريعية والقضائية، وأهم ماينبغي التحسب له أن تشل الصراعات يد الادارة الامريكية في وقت يمر فيه العالم بمنعطف خطير، أو أن يحاول »‬ترامب» الهروب الي الامام بالدخول في مغامرات خارجية جديدة او اشعال جبهات للصراع تبعد عنه شبهة التواطؤ مع روسيا التي أصبحت بالفعل ملفا أمام القضاء!!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف