المصرى اليوم
عبد المنعم عمارة
صراع الإعلام مع حكام العالم
فى البدء كانت الإذاعة ثم التليفزيون ثم وسائل التواصل الاجتماعى أو الإعلام الإلكترونى، كل هذه الوسائل الجماهيرية أصبح يطلق عليها السلطة الرابعة.

السؤال: ما علاقة الإعلام بالسلطة.. وما تأثيرها على صنع القرار السياسى؟ وما مدى تأثيرها على الشعب؟ خطورة الإعلام أنه يصوغ الرأى العام، بل يسيطر عليه ويستطيع توجيهه، والسلطة دائماً تعتبره يتحيز مع الشعب ضدها، هو يريد أن يجعل النظام أكثر شفافية ويريد مساعدته فى المشاركة فى صنع القرار.

حضرات القراء

سأضرب مثالين سريعين بتأثير الإعلام على السلطة

فى إنجلترا صلبوا تونى بلير، رئيس الوزراء الأسبق، لتورطه فى حرب العراق. فى فرنسا، ياما مقالات وعناوين ومانشيتات وبرامج تتهم ساركوزى، رئيس جمهورية فرنسا، بالخيانة للجمهورية الفرنسية.

أما المثال الأكبر فهو صراع الإعلام مع السلطة فى أمريكا، ممثلة فى الرئيس دونالد ترامب، ففى أثناء الحملة الانتخابية الرئاسية لم يتوقف السجال بينه وبين الإعلام الأمريكى القوى سواء من الصحافة أو التليفزيون، فى سابقة لم تشهدها أمريكا خلال عهود 3 رؤساء للبلاد.

كانت المعركة هى: كيف يتم إسقاطه فى هذه الانتخابات، فما الدور الذى لعبه الإعلام بشقيه التقليدى والبديل فى ذلك؟

ترامب لم يكن يحظى بأى شعبية لدى الصحف الأمريكية، خاصة المائة صحيفة الأكثر انتشاراً.

أكبر صحيفة «واشنطن بوست» كانت ترى ترامب شخصاً معيباً وفظاً وسوقياً.

وسائل الإعلام بالفعل نجحت فى حشد كل الأكاديميين والمناهضين للسياسات الفاشلة ضد ترامب.

.. ولكن هل أخفق فى الانتخابات الرئاسية؟، لا، لقد انتصر، وانتصاره كان هزيمة قاسية للإعلام الأمريكى وللخبراء المقربين من النخبة السياسية.

انتصاره كان إهانة لآلاف الصحفيين الذين قضوا شهوراً يحاولون تحذير الرأى العام من ترامب، ولهذا فقد أصبح هناك تار بايت بينه وبين كبرى الصحف وبين كبرى المحطات الإخبارية التليفزيونية «سى إن إن».

ترامب نجح لأنه يتميز بجاذبية تليفزيونية، ونجح فى التغلب عليهم بتميزه فى استغلال وسائل الاتصال الاجتماعى، خاصة تويتر وفيس بوك.. تويتر كان يستخدمه لسرعة الرد على الحملات ضده بدلاً من البيانات الرسمية، أراد أن يكون تويتر أكثر فاعلية من الصحف والمحطات التليفزيونية الكبرى، لم يكن يعبأ عندما يهاجمونه بأن تصريحاته عنصرية وتهدد قيم الولايات المتحدة.

المسألة محيرة، فالإعلام فى العالم كله له تأثير كبير على صنع القرار السياسى عند الحكام، ولكن فى حالة ترامب إلى حد ما لم يستطع الإعلام كبح جماحه، خاصة بعد أن اتهموه أنه عدو نفسه.

ويتبقى السؤال: هل استطاع ترامب أن يفوز على الإعلام الأمريكى؟، أشك.. لأنه قال إنه فى حرب مستمرة مع الإعلام ولن تتوقف.

■ ■ ■

شاب شمتان فى المسؤولين عن الرياضة، شبّه انسحاب وزارة الرياضة واللجنة الأوليمبية بانسحاب بونابرت من روسيا بعد أن احتلها.

«مبالغة لا شك فى ذلك».

استمر الشاب هانى أبوريدة، رئيس اتحاد الكرة، فى أول جولة مع خصومه وبالضربة القاضية الفنية، خلّص على كل من سولت له نفسه بحك أنف الاتحاد أو التحرش به «مبالغة لا شك فى ذلك».

وزاد، كما فى مباريات كرة القدم، ليس بالفوز بعدد نقلات الفريق أو بنسبة السيطرة على الكرة، ولكن الفوز بتسجيل الأهداف.

نسبة سيطرة المؤسسات الرياضية ساعتها 90 %، واتحاد الكرة 10٪، وذلك من واقع تصريحات المسؤولين عن الرياضة.

عزيزى القارئ

رأيى أن أبوريدة لعيب ومخطط وهادئ وأدار المباراة بذكاء وحنكة، تركهم يتيهون ويهددون، وكان هو صاحب الرأى الأخير وأنهى المباراة كما يريد.. سذاجة هناك وعبقرية هنا، يتساءل البعض من متابعى كرة القدم: كيف فاز الاتحاد؟ هل المنافس الكبير لم يحترم المنافس الأصغر؟، هل العنجهية هى السبب فى موقف المنافس الكبير أم ضحالة وسذاجة التفكير؟

ويتبقى السؤال: من يتحمل هذا الخطأ؟ من يتحمل إحراج دولة كبيرة كمصر؟ لماذا كانت التصريحات النارية أن الاتحاد سيُحل لو لم تجرِ الانتخابات قبل 30 نوفمبر؟

«أين حمرة الخجل»

مشاعر.. عمر الشريف ود. زيفاجو

هذا المقال يا رب يعجب حضرتك عزيزى القارئ

اعتبره حضرتك مقالا خفيفا، فيه مشاعر وأحاسيس وعواطف، ياريت تقراه بشكل مختلف عن بعض المقالات الأخرى، ليس لأنه الأفضل، ولكن الحقيقة قصدت أن أكتب مقالا يخاطب مشاعرى قبل حضرتك، وهو الشعور الذى كان يسيطر علىَّ وأنا أكتبه، كفانا نكدا وغما وحزنا، نحتاج إلى أن نوقظ قلوبنا بالحب والمشاعر.

المقال فى الأساس هو أدبى، وفيه جزء سياسى، وجزء فنى سينمائى:

أدبى لأننى أكتب عن أدب الرواية فى روسيا قبل وبعد الثورة الروسية، وسياسى لأن فى هذه الرواية إسقاطا على أحداث الثورة الدموية والحرب الأهلية داخل روسيا، وفنى سينمائى لأن هذه الرواية هوليوود صنعت فيها فيلماً رائعاً من أعظم الأفلام العالمية، فيلم «د. زيفاجو».

أنا مغرم صبابة بأدب الرواية الروسى، الذى كنت أعيش فيه وأنا طالب فى الثانوية ثم الجامعة، أذكرك ببعض أعظم رواياتهم ومؤلفيهم، للأسف المساحة لن تسمح بتلخيصها: خذ عندك رواية الإخوة كارامازوف لديستوفيسكى، وهى من أهم قصص وروايات الأدب الروسى.

ورواية «آنا كارنينا من أعظم روايات تولستوى، والتى أحدثت ضجة بعد صدورها، واعتبرت من أفضل روايات الأدب العالمى.

ورواية الحرب والسلام لتولستوى أيضاً عن اجتياح بونابرت لروسيا.

ورواية الأم لمكسيم جورجى وهى من روائع الأدب الروسى.

هذه أربع روايات من أعظم عشر روايات فى الأدب الروسى.

عزيزى القارئ

المقال عن رواية دكتور زيفاجو لبورس باسترناك، والتى صنعت هوليوود منها فيلماً رائعاً لنجمنا المصرى عمر الشريف وجولى كريستى وإخراج ديفيدلين.

الفيلم حصل على خمس جوائز أوسكار، وحقق ثامن أعلى إيرادات حققتها السينما الأمريكية فى تاريخها.

القصة ملحمة مفعمة بالرومانسية، حدثت أعوام الضياع والاضطرابات الدموية أثناء الثورة الروسية، تتحدث عن الحب والثورة، تلخص سيرة الحب والحرب والوطن، حصل بها مؤلفها على جائزة نوبل للآداب.

يورى زيفاجو كان يخدم كطبيب إبان الحرب، تتفكك عائلته ويترك موسكو إلى منطقة الأورال حيث يلتقى بـ«لارا» بطلة القصة، وتقوم قصة عاطفية بينه وبينها ويعترف لزوجته بعدم إخلاصه لها، تختطفه مجموعة من الثوار ويبقى معهم سنوات ثم يهرب للقاء لارا ويعيشان معاً قصة حب شديدة، ويلاحقه الثوار وتطلب منه أن يذهب للقاء زوجته وأسرته، يتردد ثم يذهب ويعدها أنه سيعود. يعود لموسكو، وأثناء ركوبه الترام فى لحظة خاطفة يشاهد لارا تمشى على الرصيف الموازى للشارع، يحاول اللحاق بها ويلهث ولم تره مع أن حبيب عمرها كان وراءها على مسافة خطوات، يقفز من الترام ليلحق بها، يقع على الأرض تباغته سكتة قلبية ليموت على الرصيف الذى كانت لارا عبرته لتوها.

حضرات القراء

الجزء السياسى فى الرواية أن الثورة البلشيفية انقسمت إلى مؤمن بها ومخلص لها، ومنكر لها ومنشق عن الثورة، القصة تصف الحركات المؤيدة والمقاومة لها أبرع وصف، الجزء الفنى هو حب د. زيفاجو للارا وهو يحاول اللحاق بها، الجزء الأدبى هو إبداع مؤلفها فى سرد قصته التى أثرت فى العالم.

ويتبقى السؤال:

هل ما حدث فى الثورة الروسية من انقسام وانشقاق وإخلاص، ورفض وتأييد، يمكن أن ينطبق على ثورتى 25 يناير و30 يونيو؟

أترك لك الإجابة عزيزى القارئ.

مينى مشاعر.. لماذا تكرهنا إنجلترا وتحبنا فرنسا؟

■ لماذا تكرهنا إنجلترا وتحبنا فرنسا؟

■ متى نرى سائقى الموتوسيكلات وهم يضعون واقى الرأس على رؤوسهم؟

■ حازم إمام هو خليفة هانى أبوريدة القادم لرئاسة اتحاد الكرة، إذن ودائماً لرئاسة نادى الزمالك.

■ وزارة الرياضة واللجنة الأوليمبية حرام على الأهلى.. حلال على اتحاد الكرة.

■ أيها الموت.. رحماك بالمصريين.

عزيزى المصرى.. أين النكتة والبسمة. متى تعود؟
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف