الأهرام
مرسى عطا الله
كل يوم فؤاد‭ ‬غالى ‬يفاجئ‭ ‬الإسرائيليين‭ ‬ بقوات‭ ‬جاهزة‭ ‬لحرب‭ ‬الشوارع‭!‬
21 ــ تظل معركة تحرير القنطرة شرق، التي بدأت ثاني أيام الحرب.. الأحد 7 أكتوبر واستمرت حتي مساء يوم 8 أكتوبر بواسطة قوات الفرقة 18 مشاة بقيادة العميد فؤاد غالي عنوانا لسرعة الإنجاز العسكري الذي فاق كل التقديرات والتوقيتات الموضوعة مسبقا لمراحل العمليات، مثلما كان تحرير القنطرة عنوانا لقدرات قتالية إضافية اكتسبها المقاتلون قبل الذهاب إلي الحرب من خلال تدريبات شاقة وعنيفة شملت التدريب العملي علي حرب الشوارع وقتال المدن، خصوصا أن المعلومات الاستخبارية التي تم توفيرها كانت تؤكد أن القنطرة تحولت إلي مستوطنة بشرية بعد سيطرة الإسرائيليين عليها في حرب يونيو 1967.. والحقيقة أن مقاتلي الفرقة 18 مشاة نفذوا الخطة الموضوعة لتحرير المدينة بدقة متناهية، اعتمدت علي المفاجأة المبكرة بالهجوم الشامل حيث جري حصار القنطرة أولا قبل اقتحامها لتبدأ أشرس عمليات قتالية في شوارعها وداخل مبانيها المدنية والعسكرية مما أدي إلي إصابة القوات الإسرائيلية المتمركزة داخلها بالذعر والهلع ورفع المناديل والأعلام البيضاء طلبا للاستسلام، وهو ما مكن قوات الفرقة 18 مشاة من الاستيلاء علي كمية كبيرة من الأسلحة والمعدات والذخائر بينها نحو 40 دبابة وعدد من العربات المصفحة وأسر 33 جنديا وضابطا إسرائيليا لم يتمكنوا من الفرار والهروب مثل غيرهم بعد أن تأكدوا من فشل سلسلة الهجمات الإسرائيلية المضادة طوال يومي 7 و 8 أكتوبر، حيث عجز الإسرائيليون رغم التعزيزات المتتالية في إنقاذ كل النقاط الحصينة في خط بارليف قطاع القنطرة والتي يبلغ عددها 7 نقاط حصينة كان الإسرائيليون يعتبرونها أهم وأقوي حصونهم في خط بارليف بأكمله لأنها كانت أشبه بالقلاع.. وأتذكر مساء الاثنين 9 أكتوبر 1973 عندما سلمني اللواء عز الدين مختار المتحدث العسكري إشارة القيادة العامة للقوات المسلحة حول اكتمال عملية تحرير المدينة وبسرعة فائقة انتهيت من إعداد البيان العسكري ليقطع التليفزيون والراديو إرسالهما لإذاعته في التاسعة والنصف مساء وتنطلق الزغاريد في كل أرجاء مصر فهذه هي البشري الثانية بعد البشري الأولي بنجاح العبور قبل يومين فقط!

وغدا نستكمل الحديث ونستعيد الذكريات.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف