المساء
محى السمرى
ناس وناس الآن.. شرم الشيخ تتجمل!
الحمد لله.. بدأت شرم الشيخ تتعافي وتسترد بعض صحتها بعد أن أنهكها طول الحرمان خلال العامين الماضيين.
وقد لعب الرئيس عبدالفتاح السيسي دوراً رائعاً في جذب أنماط من السياح وذلك خلال زياراته المتعددة للخارج والتي استطاع فيها أن يلقي أضواء مكثفة علي المقاصد السياحية المصرية.. وعلي هذا وجدت شرم الشيخ خلال رحلة قمت بها إليها وقد ازدحمت شوارعها وخاصة في منطقة خليج نعمة.. ومنطقة "السوهو" وذلك بأعداد كبيرة من السياح من جنسيات مختلفة.. من المملكة السعودية والأردن والإمارات وسلطنة عمان والبحرين ولبنان.. وكذلك من أرمينيا وبيلا روسيا وأوكرانيا وإيطاليا وألمانيا وغيرها بالإضافة إلي أعداد كبيرة من المصريين وخاصة العرائس الذين أتوا لقضاء شهر العسل.
والحقيقة أنه أصبح لا يهم عدم وصول السياح الذين تعودوا قضاء اجازاتهم في شرم الشيخ وكانوا يفضلونها علي أي مقصد آخر لأنهم كانوا يدفعون مبالغ زهيدة للغاية وكانوا يأتون بأعداد كبيرة وسجلوا اشغالات كبيرة بعدد كبير من المنتجعات.
فرق كبير بين شرم الشيخ هذه الأيام وما كانت عليه خلال العامين الماضيين.. عندما كانت خاوية من كل مظهر من مظاهر السياحة.. ولكن هذه الأيام هناك انتعاش وإن كان محدوداً بالنسبة للمحلات التجارية رغم أنها يمكن اعتبارها بداية للانتعاش التجاري خاصة أن هذه المحلات أصبحت مكتظة بألوان وأشكال من السلع.. ولكن هناك انتعاشاً آخر حدث بالنسبة للرياضات البحرية فقد امتلأ سطح البحر عند معظم القري بالزوارق السريعة والسفن التي تقلع برحلات للعرض ولمشاهدة أعماق البحر بالإضافة إلي رياضات الشراع.. والمظلات وغيرها وأصبح يقبل عليها المصريون ويدفعون ما يطلبه البحارة وأيضاً باقي الجنسيات.. الحقيقة أنني ركزت علي اقبال المصريين لأن غالبية السياح المصريين أقبلوا بكثافة علي هذه الرياضة والآن يمكن القول "امسكوا الخشب" ودعاء باستمرار هذا التدفق السياحي علي هذا المنتجع الساحر.
قال لي هشام محمود مدير أول فندق يقام في شرم الشيخ ـ وهو بالتأكيد من الفنادق الرائعة حيث تم اختيار موقعه بعناية خاصة ـ قال : إن السياح المصريين اقبلوا هذا العام بكثافة رغم ارتفاع الأسعار سواء بالنسبة للطائرات أو حتي بالنسبة للإقامة.. لأن كل شيء ارتفع سعره.. وبالتالي اضطرت الفنادق إلي رفع أسعارها حتي لا تخسر.. والحقيقة أن السائح المصري اختلفت ثقافته الفندقية.. عما كانت عليه.. خصوصاً بالنسبة لاستخدام "البوفيه المفتوح" فقد كان معظم السياح المصريين لا يحسبون حساباً للكميات التي يضعونها في أطباقهم.. وتكون النتيجة أنهم يتناولون كميات قليلة ويتركون الباقي وقد قمنا بتعيين بعض الخبراء لمتابعة ما يحصلون عليه من الطعام فوجدنا أنهم يتركون فائضاً يعتبر هالكاً تصل نسبته إلي 37%.. ولكن هذا العام تراجعت هذه النسبة إلي حد كبير فأصبح من يخالف الثقافة الفندقية أعدادهم قليلة نسبياً.
في الوقت نفسه لم يعد يجُدي أبداً الهبوط بالأسعار لأن ذلك يعني الهبوط بمستوي الخدمة.. وكذلك امكانية تحقيق خسائر.. وعلي هذا فإن الأسعار التي كان يتمتع بها بعض الفئات قبل عامين.. لا يمكن العودة إليها هذه الأيام.
الحقيقة أنني وجدت شرم الشيخ وقد تجملت وازدانت وتم طلاء أرضيات الشوارع بالألوان مع العناية بالحدائق والجزر في الطرق.. بصراحة هناك اهتمام جاد بنظافة هذه المدينة.. ربما يكون ذلك "فرحة" بزيادة الحركة السياحية وقد يكون بسبب انعقاد المنتدي الثاني للشباب الذي يبدأ فعالياته يوم 4 نوفمبر المقبل.
ومع ذلك لماذا لا يعلن عن اعتبار شرم الشيخ مدينة للمؤتمرات العالمية.. خصوصا أن هناك بلاداً كثيرة في العالم أصبحت متخصصة في عقد المؤتمرات فيها.. وهناك تساؤل آخر منذ سنوات أعلن عن تحويل شرم الشيخ إلي مدينة خضراء بمعني التخلص من كل ما يسيء إلي البيئة من تلوث أيا كان والحقيقة أن هواء شرم الشيخ تصل درجة نقائه إلي نسبة عالية جداً من هنا فإن من يعاني من ضيق في التنفس أو حساسية.. لا يشعر بما يشعر به في أي بلد آخر خصوصا القاهرة.
* * سؤال.. ما هو دور وزارة السياحة بالضبط؟!
هل هو دور رقابي؟.. أي أنها تقوم بالرقابة علي تطبيق الأسعار المعلنة خاصة وأنها تتلقي عادة من الفنادق أو القري السياحية بيان بالأسعار التي يحددونها للنزلاء وتقوم الوزارة باعتماد هذه الأسعار.
الواضح أن دور الوزارة ينتهي عند هذا الاعتماد لأن بعض الفنادق والقري تدنت بالأسعار لبعض الجنسيات.. وهذا التدني يضر جميع الفنادق ولا أدري أي سبب لتخفيض الأسعار خاصة أن تراجع الحركة السياحية كان لأسباب ليس للفنادق أو القري السياحية يد فيها.. ولكن هذا التراجع جاء لأسباب.. وقامت الدولة بكل أجهزتها وبحسم في ازالة هذه الأسباب.. ولهذا فإن التدني بالأسعار لابد من ايقافه لانه يؤثر أيضاً علي مستوي الخدمة والإساءة لسمعة السياحة المصرية.
سؤال آخر هل فكرت وزارة السياحة في اعداد برنامج سياحي يتيح للسياح الأجانب والمصريين الفرصة لمشاهدة المشروعات العملاقة التي تجري حالياً في مصر مثل مدينة العلمين والعاصمة الإدارية الجديدة وغيرها؟!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف