الجمهورية
زياد السحار
إرادة المصريين.. تدحر الإرهاب
الحفاظ علي الوطن هدف غالي وثمين يستحق كل التضحيات.
هذه حقيقة وقناعة في نفوس المصريين.. خاصة لدي أبطالنا البواسل من رجال الجيش والشرطة الذين تقدموا الصفوف ليدفعوا هذا الثمن الغالي هم وأهليهم وذووهم.. الذين ندعوا الله أن يربط علي قلوبهم. ويلههم الصبر والسلوان وهم يحتسبون فلذات أكبادهم شهداء.. وجزاؤهم عند الله خير وأبقي.. وإن ظلت شجاعة وشهامة وبطولة هؤلاء الرجال ديناً في عنق المصريين جميعاً علي مر الأيام الآنية. والسنين القادمة. وسجلاً مشرف يحفظه التاريخ ليكون عبرة لكل الأجيال القادمة.. وهذا ليس بجديد. لأن مصر العريقة الأبية التي عاشت آلاف السنين. لم تبق. ولم تدم إلا بتضحيات أبنائها الأبرار.
هذه الحقيقة البديهية لا أذكرها لنا جميعاً ــ وإن كانت الذكري تنفع المؤمنين ــ بقدر ما أريد أن تصل للمتآمرين والأغبياء والحمقي من ذيولهم جبناء إعلامهم الخائن الذي يظن أن مثل هذه الجرائم الإرهابية الخسيسة مهما بلغت دناءتها وكلفتها يمكن أن تفت في عضد المصريين ورجالنا البواسل الذين أخذوا علي عاتقهم هذه المهمة المقدسة في الدفاع عن الوطن. وعن الشعب ومقدراته وأمنه وأمانه.
مثل هؤلاء الإعلاميين العملاء الذين يظهرون كل مساء علي قنواتهم المأجورة يستغلون مثل هذه الحوارات الإرهابية الجبانة في محاولة كسر إرادة المصريين.. ظناً منهم أن المصريين قد يصيبهم اليأس والوهن. وقد يندمون علي عهدهم وتعاهدهم يوم أن فوضوا رئيسهم أحد رجال قواتهم المسلحة البواسل لكي نتصدي معاً لهذا الإرهاب الأسود الذي كثيراً ما أبدوا إشارات وعلامات لكي يتحالفوا معه ضد وطننا. وليحافظوا عليه في عملياتهم الإرهابية الخسيسة التي جرت إبان فترة حكمهم المشئومة.
تلك الأبواق المأجورة واهمة وهم يظهرون كل مساء بثياب الثعالب يتظاهرون تارة بالتعاطف مع ضحايا الوطن. ومن قبل بأيام قليلة يتمسحون في ذكري انتصارات أكتوبر المجيدة ويحاولون تقليب الرجال علي بعضهم البعض وهم لا يدركون أن بطولة وبسالة وقدرة الجيش المصري العظيم كل لا يتجزأ علي مر التاريخ ما قبل وأثناء وبعد أكتوبر.. بل علي العكس يزداد رجاله قوة وصلابة وهم يستمدون كل ذلك من إرادة المصريين الشرفاء الذين يتوحدون جميعاً علي قلب رجل واحد للتصدي لهذا الإرهاب ولكل المؤامرات المفضوحة والخفية.
هؤلاء المصريون هم السند الحقيقي للرجال الأبطال الذين يتقدمون دائماً الصفوف ومن خلفهم جبهة داخلية صلبة قوية اعتادت أن تقدم دائما التضحيات. كل من موقعه سواء كان علي جبهة القتال أو علي الجبهة الداخلية.
فإذا كان المصريون قد قدموا طيلة حرب الاستنزاف علي مدي 6 سنوات تضحيات هائلة لإزالة آثار العدوان الغاشم لنكسة 1967 واستعداداً لحرب استرداد الكرامة في أكتوبر ..1973 فإنهم الآن وهم يخوضون معركتهم الصعبة ضد الإرهاب الأسود. فإنهم أيضاً يقدمون التضحيات عرقهم وكدهم ومن قوت أبنائهم في ظل تحديات اقتصادية واجتماعية هائلة يدركون تبعاتها ويتقبلون مشقتها وهم بصدد عملية الإصلاح الاقتصادي وإقامة المشروعات الكبري التي دائماً ما تتواصل علي مر تاريخ العمل الوطني ليعلو شأن الوطن وتنعم الأجيال القادمة بالتقدم والتطور والعمران.
باختصار.. أؤكد لكل المتآمرين والواهمين من تلك الأبواق المأجورة التي خسرت رهانها يوم أن تحالفت مع هؤلاء الحاقدين والأشرار: إن إرادة المصريين جميعاً وعزيمة رجالها البواسل علي الحدود وفي ربوع أرض الكنانة بكل أرجائها.. إرادة وعزيمة صلبة ــ لا تلين.. الكل يتشارك ومستعد للذود عن الوطن إن لم يكن اليوم.. فإنه في الغد.. شبابنا وحتي أطفالنا في المدارس هم رجال المستقبل.. كل يأخذ نصيبه ودوره في رسالة إعمار الكون والحفاظ علي الوطن ونبذ العنف والإرهاب لكي يعم السلام والخير في النهاية حتي ولو طالت سنوات الشر وتعاظمت قوي المؤامرة.
وبالمناسبة أذكر ــ أيضاً ــ بأن الإرهاب ومن يدعمه ويسانده و يراهن عليه فإنه مهما طال إلي زوال.. ففي اليوم الذي نقلت فيه الميديا العالمية أنباء حادث الواحات الإرهابي. كانت تنقل أيضاً تطورات النصر التاريخي الذي حققه الشعب السوري الشقيق في مدينة "الرقة" بعد تحريرها بالكامل من قبضة تنظيم داعش الإرهابي بعد معارك استمرت لأكثر من 120 يوماً.. هذا التنظيم الذي يلقي نفس المصير من القوات العراقية التي تعيد الآن بسط سيطرة الدولة علي أرض الرافدين.
ومصر التي أوقفت زحف هذه المؤامرة الكبري علي أرضها منذ أول وهلة.. لا شك أنها قادرة ــ بإذن الله ــ علي وقف تلك العمليات الإرهابية اليائسة والبائسة مهما بلغت التضحيات التي سنظل نتشارك فيها جميعاً في كل زمان ومكان.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف