المصرى اليوم
محمد أمين
لا أذيع سراً
سمعتُ كلمة «الروح المعنوية» مرتين أمس.. الأولى فى اجتماع الرئيس الذى ضم وزيرى الدفاع والداخلية، ورئيس جهاز المخابرات.. الثانية فى البرلمان، وقد وردت أيضاً على لسان النائب كمال عامر رئيس جهاز المخابرات الأسبق.. وكانت بيت القصيد هنا وهناك.. فهى الأصل فى الاجتماع الرئاسى.. وهى الأصل فى مناقشات مجلس النواب حول «كارثة الواحات».. لأنها عماد النصر فى المعركة!.

ولا أذيع سراً حين أقول إن الرئيس يخشى أن يتأثر المصريون، أو تضعف عزيمتهم.. فهو يعرف أننا كسبنا حرب أكتوبر بسلاح أقل ومعنويات أعلى.. وهو يريد أن ننتصر فى معركة الإرهاب أيضاً بروح معنوية عالية، وتسليح أقوى عشرات المرات.. وأقول للرئيس: معنويات المصريين تأثرت سلباً بسبب تأخر صدور البيانات الرسمية.. وغياب المعلومات، وإحساسهم بأنه لا أحد معهم على الخط!.

وقد تصورتُ أن الرئيس سوف يدعو مجلس الأمن لاجتماع طارئ صباح السبت.. وكان مرتبطاً بترتيبات فى العلمين.. انتظر الناس تصريحاً أو تلميحاً.. وكان وزير الداخلية أيضاً هناك فى الالتزام الرئاسى.. وكانت الدولة كلها هناك.. أمس ذهب رئيس الوزراء إلى البرلمان، والتقى الرئيس مجلس الأمن المصغر.. كانت الرسالة هى استنهاض الروح المعنوية ثانية.. فهل تأثرت الروح المعنوية.. الإجابة «نعم»!.

وينبغى أن نستلهم الدروس من معركة الواحات.. أول درس يا ريس أن الإعلام ينبغى أن يكون جزءاً من المعادلة.. وأن يقوم عليه محترفون.. وأن يديره أصحاب كفاءات، لا أصحاب ولاءات.. الدول تنتصر إعلامياً كما تنتصر فى الميادين، وتنهزم إعلامياً كما تنهزم فى المعارك.. وسوف نتكلم كثيراً عن حروب الجيل الرابع والشائعات، لكن عند التطبيق ينقصنا الكثير.. نتسبب فى الشائعات ونخسر المعركة!.

الروح المعنوية لا تتأثر بسقوط عدد من الشهداء.. المصريون دفعوا آلاف الشهداء، ومازالوا يدفعون الثمن دون تردد دفاعاً عن الوطن.. الروح المعنوية تتأثر بغياب المسؤول فى اللحظة التى يحب الشعب أن يراه فيها ويسمعه، ويستأنس برأيه.. دعونا نعترف بالتقصير الأمنى.. ودعونا نعترف بالتقصير الإعلامى.. هذه هى النقطة الفاصلة لبدء العلاج.. وعندئذ سوف تتغير خطط المواجهة الأمنية والإعلامية!.

لقد قلت يا ريس إننا لن نسمح بتحقيق أهداف الإرهاب فى التأثير على الروح المعنوية للشعب.. وأقول لك: المعلومات هى الحل، ولا شىء غيرها.. حيثما لا توجد معلومات توجد الشائعات.. أكرر: أين المتحدث الرسمى لمجلس الوزراء؟.. وأين المتحدث الرسمى لوزارة الداخلية؟.. ماذا قدمت الحكومة من معلومات لتطفئ نار الشائعات؟.. للأسف تركنا المصريين للمحطات الأجنبية، واعتبرناهم درجة تانية!.

الاعتراف بالأزمة بداية لحلها.. نحن نعرف حجم التحديات.. ونعرف أن مصر مستهدفة.. ولكنها لن تركع أبداً.. عندما تكون الروح المعنوية فى السماء، وعندما نشعر بأننا شركاء.. لا نتحدث عن معلومات تخص الأمن القومى.. على الأقل نفس المعلومات التى «تسربت» للوكالات الأجنبية.. هل هذا كثير؟!.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف