الأهرام
عاطف صقر
وطننا الرقة وكركوك
«باب بغداد» اسم للبوابة الضخمة التى كان يخرج منها الخليفة هارون الرشيد من مصيفه فى الرقة شمالى سوريا إلى بغداد عاصمة دولته العباسية، رأيت البوابة عندما زرت المدينة قبل سنوات من الحرب الدائرة فى سوريا. وعندما توجه البريطانيون إلى الرقة، فى الحرب العالمية الثانية، قاموا ببناء جسر الرقة القديم على نهر الفرات لتدخل قواتهم إليها، والشئ نفسه جرى بقدوم قوات «داعش» من العراق إلى شمالى سوريا، بوجود جسر أحدث. وردت القوات المعادية لـ «داعش» على ذلك بقصف الجسرين القديم والجديد لوقف الإمدادات، حتى انتهى القتال بهزيمة «داعش».

كما بدا الارتباط بين الرقة العراق، وبخاصة كركوك، بعد أن انتصرت الميليشيا، التى يسيطر عليها الأكراد، فى الرقة. وبدت صورة الزعيم الكردى التركى عبدالله أوجلان واضحة فى احتفالات الأكراد بالانتصار. وفهمت من ذلك أن الأخوة الأكراد يتوسعون فى الرقة. فقد أفادت تقارير بأن البعض منهم قد جاء إلى شمالى سوريا من تركيا أخيراً، فى موجة جديدة بعد تلك التى جاءت للاستفادة من الإصلاح الزراعى خلال الوحدة المصرية السورية واستمروا حتى أصبحوا قوة عسكرية نافذة فى تلك المنطقة، وهذا التوسع فى الرقة يأتى بعد سنوات من توسع جرى فى كركوك العراقية بعد سقوط حكم البعث منذ 14 عاماً، وبات هناك امتعاض من جانب قوميات أخرى من أن الأكراد يفرضون أغلبية فى مناطق قريبة منهم. لهذا فإن الحل فى توافق كل القوميات فى سوريا والعراق مايحفظ حقوقاً متساوية لكل مواطن ولايفرضها منتصر على مواطن آخر مهزوم.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف