المصرى اليوم
رولا خرسا
السند بالسند يُذكر
هذا المقال أيها السادة القرّاء مخصص للرد على أستاذ دكتور زميل كتب مقالا ينتقد كتاباتى التى أستلهِم أحداثها من سير الأنبياء.. واسمحوا لى ألا أذكر اسمه، لأننى من مدرسة تقول إنه لا يجوز لأبناء المهنة الواحدة أن يوجهوا انتقاداتهم لبعضهم على صفحات الجرائد.. فعادة، أبناء المهنة الواحدة إما أن يرسلوا لبعضهم «إيميل» أو يحادثوا بعضهم هاتفيا لمناقشة أى فكرة. وأضيف فأقول خاصة لو كانوا أيضا يكتبون تحت مظلة صحيفة واحدة.. ومن منطلق إيمانى هذا لن أذكر اسم الدكتور الذى أشكره بشدة على متابعة مقالاتى، مما يدل على أنها أثرت به لدرجة دفعته لتخصيص مقال كامل عنها، وهذا أمر يسعدنى جدا أنه مداوم على قراءة ما أكتب.. وأنا أجتهد من منطلق إن أصبت فى شىء فلى أجران، وإن لم أصب فلى أجر الاجتهاد.. أنا أيضا- وأعوذ بالله من قول أنا- ولكننى مضطرة لاستخدامها لشرح وجهة نظرى من مدرسة تؤمن بشدة بالحريات وبالبحث، ولكن الدكتور الزميل ذكر نقاطا من شأنها أن تثير الشك فيما أكتبه، لذا لزم الرد على ما وجهه إلىّ من نقد فى مقال سماه «السند بلا سند».

درست فى كلية الآداب، حيث علمونى كيف أُؤَسس البحث عند دراسة موضوع، كما أتاحت لى الظروف أن أعيش فى الغرب سنين طويلة، وعلمونى هناك أهمية البحث دوما واحترام آراء الآخرين ومجهوداتهم، وإن اختلفت معهم فكريا..

الأستاذ الدكتور الزميل فى مجموعة كتاب الرأى قال إن ما أكتبه بلا سند، وفِى نفس السياق أضاف أننى استشهدت بابن كثير، وهو لا يعتبره سندا، كيف أكون بلا سند إن كنت قد استشهدت بابن كثير؟.. قال أيضا إن قصص الأنبياء ليست أسمارا وتسالى، وهذا أحزننى لحبى الشديد واحترامى التام لجميع الأنبياء مع إيمانى بهم كما أمرنى ربى.. وما استغربت له أننى أكتب قصص الأنبياء وسيرهم منذ اثنى عشر عاما، فلماذا يعترض الْيَوْمَ؟!!.

قدمت- ولديكم أرشيف «المصرى اليوم» والحمد لله على نعمة الأرشيف- سيدات بيت النبوة، وقصص الأنبياء منذ سنين عدة، فلماذا الاعتراض الْيَوْمَ؟!.. تساءل: من أين علمت بقصة أخت سيدنا موسى؟.. وأرد عليه بأنها موجودة فى العهدين القديم والجديد.. المشكلة أن الدكتور الزميل يصر على أننا يجب ألا نرجع إلا إلى القرآن فحسب، وأنا أوافقه عندما يتعلق الأمر بفتاوى وأنا باحثة وكاتبة ولست بشيخة أصدر فتاوى.. لذا فالرجوع للقرآن فقط أمر متروك للمشايخ، أما الباحثون فلا يستطيعون إنكار كل ما كتب فى الكتب السماوية الأخرى وغير السماوية.. أنا شخصيا لا أتوجه إلى قراء مسلمين فقط بل مسيحيين وحتى ملحدين، إن كان الزميل الدكتور من القرآنيين فهذا شأنه، وأنا أحترم اختياره جدا، ولكنه لا يجوز أن يطلب منا جميعا أن نكون مثله. الدين يا سادة ليس حكرا على المشايخ والقساوسة والحاخامات.. كلنا نريد الوصول لله سبحانه، وعملاً بالقرآن الكريم فإن أول ما طلبه الله سبحانه تعالى من سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام هو «اقرأ».. وذكر التدبر والاجتهاد فى مناطق عدة فى القرآن.. أيها السادة الأعزاء أنا أتوجه بكتاباتى لقراء بعقليات مختلفة وخلفيات دينية مختلفة، أحاول أن أربط بين القيم والمشاعر البشرية.. عندما أتحدث عن غيرة أخت موسى، أطرح الموضوع لأننا بشر، فنستلهم ما فعله الصالحون، ونعلم أننا على الأرض لنخطئ فنتعلم ونحاول الاقتراب من الله.. يا زميلى الساحة تتسع لكل الآراء، والباحث هو من تعب ليصل.. أنا باحثة يأخذ بكلامى القارئ أو لا يأخذ به، ولست بشيخة أو قسيسة، وبالتالى كلامى يلزمه أو يجبره على اتباعه وإن كان لا إكراه فى الدين.. أنت كقارئ تقرأ ما أجتهد فى البحث فيه، إن أعجبك ادعى لى دعوتين حلوين، وإن لم يعجبك أخرجه من الإذن الأخرى ولا تدعه يستقر عندك.

يا دكتور، صل على النبى.. سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام نبى، وعيسى عليه السلام نبى، وموسى عليه السلام نبى.. وكل من له نبى يصلى عليه.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف