الأخبار
صفية مصطفى أمين
فكرتي - حرية الخطأ
البلاد المتحضرة تؤمن بحرية الخطأ. فالأخطاء هي الاسم المستعار للتجارب. والتجارب تسبق كل خطوة نتخذها وكل قرار نتخذه. فالإنسان السوي هو الذي يفكر مرة واثنين وثلاثة قبل أن يتخذ اي قرار في حياته. من الممكن ايضا ان يستثير ويستمع الي المعارض قبل المؤيد، ثم في النهاية يتخذ القرار الذي يراه.
الأخطاء هي المشاعل التي تساعدنا إلي الوصول إلي الرأي الصحيح. وإذا خاف الانسان أن يخطئ، فسوف يبقي دائما مرتعشا، خائفا من السقوط علي الأرض. فالفكر والابتكار والتطور يموت مع الخوف والتردد.. والخطأ دون قصد او بسلامة نية، يمكن تصويبه أو حتي التغاضي عنه.
ولقد اقتنعت الكثير من الدول المتقدمة بهذا الرأي. ولا يتم رفت الموظف لأنه أخطأ مرة أو أثنين أو ثلاثة. يتم التحقيق معه اولا، ثم توجيه اللوم، ثم الرفت. وهذا يتم تطبيقه علي الجميع بالعدل دون إستثناءات. وقد انتهي أيضا عصر أحكام الاعدام لمن يختلف في الرأي أو يعارض السلطة. فإن حرية الخطأ مكفولة كحرية العقيدة وحرية القول وحرية الانتقال.
العامل لا يُفصل اذا اختلف مع رئيسه ولكنه يُفصل اذا تعمد تخريب الآلة التي يعمل عليها أو تكرر استهتاره بعمله، أوتسبب في تخفيض الانتاج. القانون الانجليزي يقر رفت العامل إذا تسبب في خسارة المصنع، ولكن يعيده إلي عمله إذا ثبت أنه كان علي خلاف مع زملائه او رئيسه في العمل.
إنني أطالب بحرية الخطأ ( غير المقصود) لكل مواطن!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف