الأهرام
سيد عبد المجيد
ماركسيون يحاربون عاصمة السيسى!
قالوا بما أننا فقراء وخزائننا خاوية كان من الأجدر ألا نفكر البتة في حفر تفريعة لقناة السويس لو طبق نفس المنطق أيام الخديوى إسماعيل الذي قيل إنه رهن المحروسة بالديون، لما شيد هذا الممر المائي الفريد، المذهل أن الأخير كان هو المصدر الوحيد للعملة الاجنبية المضمون للبلاد في السنوات التي تلت ثورة 25 يناير مع نضوب السياحة وتقهقر الصادرات وتوقف الاستثمارات الأجنبية فماذا عسانا كنا سنفعل بدون ملياراتها الخمسة. صحيح أن التجارة العالمية تراجعت، وهو أمر لن يدوم طويلا، أثر سلبا على المشروع الوليد لكن لماذا لا يشير الغاضبون الناقمون إلى الرشاوى التي تدفع لعشرات من الناقلات الضخمة للعبور حول الرجاء الصالح كي لا تقترب منا ورغم تلك الحروب القذرة إلا أن المداخيل في ازدياد ملموس، والأهم لماذا لا ننظر للمستقبل؟ وفي حال رضوخ الدولة للمزايدات الرخيصة لما تم تعويم الجنيه، بالطبع عانينا مصاعب كأي عملية جراحية استئصالية لها مضاعفاتها، ولكننا يقينا الآن أفضل ويكفي إشادة المؤسسات المالية الدولية بالخطوات التي ننتهجها في سبيل إصلاح أقتصادنا المتردي. في سياق النهوض بات الخروج من القاهرة أمر حتمي، ولكن وكما هي عاداتنا انطلق ولازال هجوم كاسح ضد العاصمة الإدارية المثير أن جميع المنتقدين باتوا فجاة أشتراكيين ماركسيين حتى النخاع يبكون الغلابة والبروليتاريا التي سحقت من أجل الأغنياء ولا ادري لماذا الاصرار على تصوير الكيان الجديد وكأنه منتجع للاثرياء؟ يالها من نظرة بائسة. ولعلي أتذكر إسطنبول المتهالكة بعد وئد الخلافة غير مأسوف عليها وقيام اتاتورك ببناء أنقرة ، وبعد 94 سنة رأينا المدينة التاريخية وقد أعيد بناؤها لتبقى شامخة، أما العاصمة فكانت عنوانا لجمهورية الحاضر والمستقبل وهو ما سوف يحدث في مصر.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف