الأخبار
رفعت رشاد
حريات - الفرحة.. بطل.. ونصر
كان الشعب المصري في حاجة إلي فرحة. لحظة بهجة تعيد إليه أنفاسه التي تقطعت. كان أمل الناس أن يشاهدوا فريقهم للكرة في مسابقة كأس العالم. يرون أنها مناسبة للاستمتاع أكثر بهذه البطولة. يعتقدون أن صعود فريقهم نوع من الانتصار الكبير الذي يعينهم علي تحمل مصاعب الحياة. ارتفعت الأكف إلي السماء تدعو : يا رب النصر لمصر. امتلأت مواقع التواصل الاجتماعي بالدعوات والصلوات التي تتمني النصر. شعب طحنته ظروف الحياة يتعلق بقشة الكرة والحلم بالوصول إلي المسابقة الأكبر بين دول العالم. لم يهتم المصريون إذا كان فريقهم يستحق الفوز أو لا يستحق، المهم أن يفرحوا. لم يشغلوا بالهم إن كان هذا الفوز يجب أن يكون جزءاً من انتصارات أخري تتحقق في كل المجالات أم أنه » كفاية »‬ نفرح بكأس العالم كما أنهم لم يهتموا بما سيحدث في كأس العالم.
جاءت المباراة بعد رحلة خاضها الفريق وكان من فضل الله أن مبارياته كانت ضمن مجموعة فرق ليست الأقوي. ثم لعبت الظروف دورا فجاءت مباراة أوغندا وغانا سابقة علي مباراة فريقنا مع الكونغو فصارت الأمور واضحة لنا. جاءت مباراة الكونغو علي أرضنا وبين جمهورنا فتوافرت الفرصة للصعود بنسبة كبيرة جدا. عوامل إيجابية عديدة كانت في صالح الفريق المصري وترجح كفته، لكن الناس لم تكتف بذلك بل ارتفعت الأكف تدعو الله في كل مناسبة أن ينصر مصر. لدي الناس ثقة أن الله سيكون رحيما بهذا الشعب ولو لفترة يلتقط فيها أنفاسه التي تقطعت علي مدي السنوات الماضية. كان لدي الناس أمل أن يكون الفوز كسحابة تنزل مطرا فتبلل الأرض الجافة وترطب القلوب وتبل الريق والعروق التي جفت.
امتلأت أماكن التجمعات في المقاهي بملايين المواطنين بخلاف الملتصقين بمقاعدهم في منازلهم ينتظرون النصر. خلت الشوارع من المارة والسيارات والكل يعيش أمل سماع »‬هااااااااااااا»‬ عالية من جماهير المقاهي تعلن إحراز الهدف. تعلقت الأبصار باللاعبين وكأنها تحثهم علي إنهاء الموقعة في أسرع وقت. وجاء الهدف الأول من قدم البطل محمد صلاح. ورغم الهزة التي حدثت بسبب هدف الكونغو في وقت قاتل إلا أن صلاح لم يخذل الشعب وأحرز هدفا ثانيا من ضربة جزاء. كان صلاح موفقا ولكن لو لم يحرز الهدف في هذا التوقيت لصارت مصر حزينة. وجود صلاح يعني وجود بطل. وهنا نتكلم عن أثر البطل في حياتنا. نحن نحتاج البطل في كل موقع. الوطن يحتاج البطل الذي تقرع باسمه الطبول وتصدح الموسيقي. البطل المخلص والمخلّص الذي ينشر بهجة النصر وفرحة الفوز إلي الشعب. البطل الشخص الذي حباه الله بقدرة علي بث الأمان لدي بني وطنه وتعميق إحساسهم بأن وجوده يعني بهجة وجمال الحياة خاصة في مجتمع يعاني كثيرا في كل المجالات.
المسألة ليست مباراة لكرة القدم تلك اللعبة التي جمعت كل الشعب المصري علي قلب مواطن واحد، لا فرق بين أهلاوي وزملكاوي، لا فرق بين مؤيد ومعارض أو بين رجل وامرأة، الكل وضع مصر في قلبه وهتف من أعماقه أن ينصر الله مصر. حب الوطن ظهر جليا بين وجوه الشعب التي ظهرت علي الشاشة. في الملعب كان الحزن جليا علي وجوه المواطنين بعد إحراز الكونغو هدفاً. وخرج الناس في الشوارع لإظهار الفرحة والتعبير عن حبهم لوطنهم.
نحتاج أبطالاً علي غرار محمد صلاح. البطل ليس رياضيا فحسب ولا قائدا فقط وإنما البطل في كل مجال، بين العمال وبين رجال الأمن وبين الطلاب وبين الفنانين، بين كل فئات الشعب.. مبروك لكل المصريين أدام الله عليهم الفرحة.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف