الجمهورية
جمال هليل
التطرف في الحب الكروي!!
* المثل العامي يقول "نفتح الشباك.. ولا نقفله"!! هذا المثال ينطبق علي ما نفعله مع كوبر المدير الفني للمنتخب. البعض كان يطالب بإقالته بعد كأس الأمم الأفريقية لأنه حقق المركز الثاني فقط.. والبعض يطالب بإقالته بعد أن خسر مباراة في تصفيات كأس العالم.. والمصيبة الكبري أن الكثيرين يطالبون بإقالته الآن رغم تأهله مبكراً وقبل الخطوة الأخيرة في تصفيات كأس العالم!!
.. أنا لا أعرف بل وأتعجب مما يحدث.. إذا فاز الفريق نطالب بإقالة المدرب.. وإذا خسر نطالب بإعدامه. ما هذا التطرف في الفكر الإداري والتنظيمي؟!
لابد أن نسأل أنفسنا أولاً.. ما هو المطلوب من المدرب تحقيقه.. أو ما هي نسبة نجاحه التي بعدها يمكن أن نقيل المدرب ونعتبره فاشلاً؟!
اتحاد الكرة عندما حرر عقد كوبر وضع فيه بنداً باعتباره مقالاً مع انتهاء عقده تلقائياً إذا فشلنا في تصفيات كأس العالم.. وفي المقابل زيادة راتبه وتجديد الثقة فيه واستمراره إذا صعدنا لكأس العالم!!
فماذا حدث؟!!
منتخبنا خاض كأس الأمم الافريقية وحقق فيها ما لم نكن نحلم به بعد أن غبنا عن البطولة ثلاث مرات متتالية.. وتدرج الفريق في المباريات حتي وضع قدمه في النهائي. وكاد يخطف اللقب. لكن الفوز بمركز الوصيف كان فوق كل التوقعات وأكثر مما كنا نتمناه لفريق ظل مهزوزاً خمس سنوات كاملة!!
ثم جاءت تصفيات كأس العالم ليشق الفريق طريقه بجدارة من أول جولة ويتصدر المجموعة حتي صعد من قبل ضربة النهاية!!
أي أمل كنا نسعي إليه ونحلم به. وكم مرة حلمنا من قبل ثم ذهبت أحلامنا أدراج الرياح؟!
أتساءل والله.. ولا أجد إجابة!!
لماذا نحن دائماً في مصر نجيد فن تقليل الانجازات؟! وإذا حققنا بطولة أو لقباً نهيل فوقه التراب في الوقت الذي يعرف العالم كله حجم ما حققناه!
.. ربما يجد هؤلاء أصحاب القلوب السوداء سبباً من وجهة نظرهم للتقليل مما حدث وهو أداء الفريق الدفاعي!! ولكن هكذا هي كرة القدم لا تتحدث إلا بلغة الأرقام ومنتخبنا صاحب أرقام جيدة بدليل تربعه علي قمة تصنيف القارة الافريقية. فلدينا أكثر من عشرين محترفاً في أقوي الدوريات العالمية.. ويكفينا أن لدينا صلاح والنني علي رأس القائمة وأننا صعدنا للمونديال بعد 27 عاماً من قبل انتهاء التصفيات!!
أسأل العباقرة الذين يجيدون دفن الانجازات يوم أن تولد: في العالم عشرات المنتخبات العالمية والأوروبية ولم تصعد للمونديال بينما فريقنا وضع قدمه بكل ثبات.. ألا يكفي؟!! قال البعض إن كوبر مدرب نحس.. فإذا به يصعد بنا للمونديال.
اتركوا الرجل كوبر يعمل ويستعد للقاء غانا الذي نسيه الجميع لعدم أهميته في الصعود.. لكنه من وجهة نظري المتواضعة ذو أهمية قصوي.. والخسارة فيه قد تقصم ظهر الفريق الذي احتفل بالصعود مبكراً.
كل ما أطلبه فقط من مساعدي كوبر التوقف عن التصريحات النارية عن ترشيح لاعبين جدد للمنتخب والظهور الإعلامي الذي قد يتسبب في مشاكل كثيرة لهم وللجهاز والتركيز فيما هو قادم لأن المهمة في غانا صعبة!!
بالمناسبة أوجه شكري الخاص لجندي مجهول في المنتخب يعمل في صمت ولا يهوي الظهور الإعلامي والبروزة التليفزيونية رغم مجهوده الوفير الرائع.. وهو الرائع حقاً المهندس إيهاب لهيطة.. رجل يعمل في صمت!!!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف