اليوم السابع
ايمان رفعت المحجوب
الخلط بين مشكلة الإسلاموفوبيا والإسلاموفيليا
تابعت أول أمس اللقاء التليفزيونى لوزير الأوقاف وكان ذلك بعد حادثة مقتل الكاهن المسيحى الخميس الماضى والحادث الإرهابى بالعريش صباح أول أمس، والذى أسفر عن مقتل ستة من جنودنا البواسل ومازالت الأرض رطبة بدمائهم الذكية والسماء غاضبة مما يحدث على أرض الكنانة من غدر وخسة وإرهاب. قال معالى وزير الأوقاف إنهم يعملون على مكافحة الإرهاب إلكترونيا وأن نتيجة حواراتهم على العالم الإلكترونى مرْضِية جداً وفى غاية التأثير المجتمعى، وقال إنهم قد تمكنوا من توضيح المفاهيم الصحيحة للدين وعلاج حالة الإسلاموفوبيا المتفشية فى الوقت الحالى، وأفاد أن لديهم على الصفحة حوالى ستة ملايين متابع وهذا بالقطع شىء عظيم ومتابعة عريضة !! ولكن الحق والحقيقة أنه يصعب علينا تقدير هذه المجهودات ومازالت مشاكلنا مع الإرهاب موجودة والإرهاب لم يتوقف على أرض الواقع ولا نستطيع القول إن المفاهيم قد تغيرت ونحن بصدد جريمة اغتيال الكاهن المسيحى البشعة الخميس الماضى والتى أضيفت لسجل الجرائم التى ترتكب مؤخراً ضد مسيحيى مصر والتى لا يمكن لنا بحال قبولها أو السكوت عنها والتى تؤكد رسوخ عقيدة معينة لدى هؤلاء الجناة تجاه المسيحيين، وكذلك ما حدث بالعريش أمس أول والذى يؤكد على ثبات فكرة التكفير عند هؤلاء ويؤكد على استمرار حربهم ضد الدولة الكافرة، فضلاً عن أن صغر سن منفذى هذه الحوادث عموما يدل على التجدد المستمر لعقيدة الإرهاب هذه وأن ثمة تغيير للمفاهيم لم يحدث !!! ثم السؤال كيف نعالج المرض إذا كان التشخيص أصلاً خطأ؟ فعفواً سيادة الوزير نحن لا نعانى فى مصر من الإسلاموفوبيا أصلا العكس تماما فمشكلة مشاكلنا فى الداخل المصرى هى فى الشباب "الإسلاموفيليك" بزيادة (وأعنى الحب الجنونى والهوس الأعمى بالشىء للدرجة التى تجعله يخلق معارك غير موجودة إلا فى خياله مع الآخر يقضى عمره فى الانتصار لها) حب مرضى للدرجة التى تجعلهم يقبلون ويتقبلون كل ما يلقن لهم ما دام تحت مسمى "إسلامى" أو كل ما يقرأون فى أى مصدر من مصادر التراث طالما "إسلامى" بغير تمييز أو فهم فمثلا هم لا يرون اى غضاضة فى التراث الكريستيانوفوبيك ويتبعونه وينفذونه بالحرف وأما الإسلاموفوبيا فموضوع آخر تماما وهى مشكلة يعانى منها تجاهنا الغرب غير المسلم ينظرون الينا من الخارج ويرون احوالنا فيكرهوننا ويكرهوا اسلامنا لانهم يرونه كريستيانوفوبيك وأذرزنيسفوبيك او إيكوفوبيك أو جيوفوبيك بمعنى أن المسلم يكره المسيحيين ويكره الغير !! وهؤلاء الغربيون يكرهوننا ويرهبوننا ويرهبون إسلامنا أى يعانون من الإسلاموفوبيا ولهم فى ذلك كل الحق لما بلغهم عنه ومنه وما تسبب لهم من متاعب فى بلادهم بغير ذنب ولا سبب إلا أنهم احتضنوا فيها مسلمين وهؤلاء لا يتابعونك ولا يتابعون صفحتك لأننا فى مصر لا نهمهم ولأنهم لا يقرأون العربية اساسا غير أن هؤلاء لا يجدى معهم حديث وإنما ما يجدى فى حالتهم هو واقع يرونه ونصدره لهم فهم لا يرون منا وفينا إلا إجرام.

قتلة مجرمون يقتلون بعضهم البعض ويحولون أوطانهم لساحة معارك ويذهبون إليهم فى بلادهم الآمنة ليعتدوا عليهم وعليها بلا مناسبة !!

سيدى الوزير كى لا تظلم نفسك ولا يظلمك أحد لست وحدك المسؤول عن رفع الإرهاب عن أوطاننا، فالمسؤولية مشتركة فلنسأل أنفسنا جميعاً أولاً أى تقدم أحرزنا تجاه معاركنا الداخلية وأنا على يقين أننا حين ننتصر عليها ونحلها سيكون حلها وحده كفيلاً بحل معاركنا الخارجية !!

* أستاذ بطب قصر العينى.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف