بوابة الشروق
الأب رفيق جريش
مسار العائلة المقدسة
أمام حشد كبير من كل دول العالم ومن كل اللغات شارك البابا فرنسيس بابا الفاتيكان فى مراسم مباركة أيقونة مسار رحلة العائلة المقدسة إلى مصر لاعتمادها ضمن رحلات الحج المسيحى خلال القداس الذى يرأسه بحضور وزير السياحة يحيى راشد والوفد المرافق له.
وتعتبر مباركة البابا بمثابة دعوة للحجاج الكاثوليك حول العالم لأداء شعائرهم الدينية فى مصر يناير 2018، والبالغ عددهم أكثر من 2 مليار نسمة. والتقى البابا بوفد مصرى ترأسه السيد وزير السياحة يحيى راشد ضم بعض رجال الأعمال وإعلاميين الذين رفعوا علم مصر وقد ألقى البابا فرنسيس كلمة للحاضرين رحب خلالها بالحضور وخاصة بالوفد المصرى المشارك لمباركة الأيقونة الخاصة برحلة العائلة المقدسة التى قدمت إلى أرض مصر للفرار من بطش وظلم الملك هيرودس وذلك إيذانا بافتتاح مسار العائلة المقدسة فى مصر والذى سيكون أطول مسار فى العالم حيث يبدأ من البوابة الشرقية فى رفح حتى أسيوط وهى ليست أول مرة تحاول مصر إحياء مسار العائلة المقدسة ففى زمن الوزير هشام زعزوع تمت احتفالية كبيرة فى مصر القديمة عند حصن بابليون وبحضور كل وزراء ذلك الزمان وقداسة البابا تواضروس الثانى وممثلين من جميع الكنائس بما فيهم الفاتيكان وحضور صحفيين من كل دول العالم ولكن نقص ذلك الاستمرارية والاهتمام الذى أرجو أن هذه المرة نتفاداها وتضع الدولة ومعها شركات السياحة مسار العائلة المقدسة على خريطة السياحة العالمية حيث ملايين من مسيحيى العالم ومن غير ديانات يمكنهم استخدام هذا المسار لما فيه من فوائد روحية لهم خاصة أن دول الجوار مثل الأراضى المقدسة حيث بيت لحم وقبر المسيح وفى الأردن الموقع الذى اعتمد فيه يسوع المسيح وجبل نيبو فى الموقع الذى شاهد موسى أرض الميعاد وإلى آخره من المواقع.
تستكمل زيارة العائلة المقدسة فى مصر دائرة الحج؛ حيث إن المسيح هرب مع عائلته القديس يوسف والقديسة مريم وجاءها كلاجئ إليها مدة ثلاث سنوات «قمْ وخذ الصبى وأمه واهرب إلى مصر» السيد المسيح دخل سيناء كما أن بعض الأنبياء مروا من سيناء أيضا على سبيل المثال النبى إبراهيم هو أيضا مع زوجته هرب إلى مصر أثناء المجاعة فى الأرض التى ذهب إليها، والنبى موسى خرج من مصر مع الشعب العبرانى ومر بسيناء وتاه مع شعبه أربعين سنة نزل عليه لوحى الشريعة المعروفة بالوصايا العشرة، كذلك هرب النبى إيليا من وجه الملكة إيزابيل والملك أحاب واختبأ فى جبال سيناء وغيرهم. (إنجيل متى2 /13 )
يحث البابا فرنسيس الحكومات العربية لاستقبال النازجين واللاجئين من سوريا والعراق وغيرهم وهناك من هذه الحكومات يرفضون استقبال هؤلاء اللاجئين فمباركة قداسة البابا فرنسيس لمسار العائلة المقدسة التى جاءت كلاجئة ونازحة إلى مصر تأتى فى إطار اهتمامه الشخصى باللاجئين من جهة واهتمامه بمصر من جهة أخرى.
تعد مباركة البابا لمسار العائلة المقدسة دفعة حقيقية لاستعادة السياحة المصرية لمكانتها الطبيعية على الخريطة العالمية، والحصول على نصيبها العادل من حركة السياح الوافدين للسياحة الدينية، مما يدر على الاقتصاد القومى ملايين الدولارات ويوفر الآلاف من فرص العمل للشباب، فقطاع السياحة هو قاطرة التنمية الحقيقية لجميع القطاعات الأخرى.
وإذا كنا جاديين فى إحياء هذا المسار على الدولة وكل من يهتم بهذا المسار وتمهيد الطرق بجانب المستشفيات والإسعافات الأولية بجانب تأمين هذا المسار من أى أعمال إرهابية وتهيئة الفنادق التى على المسار حتى تستوعب أعداد الحجاج التى ستأتى إلى مصر وتكون صورة جميلة عن مصر.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف