الوطن
أحمد ابراهيم
الرئيس يفتتح معرض منتجات المحلة!
هذا ليس خبراً أو معلومة بل أمنية أتمنى تحقيقها ويأتى اليوم الذى يقوم فيه رئيس الجمهورية بافتتاح معرض منتجات مصانع المحلة للغزل والنسيج وأن يرتدى ملابس من إنتاجها ويصدر قراراً باعتبار إنتاج المحلة هو الملابس الرسمية للدولة المصرية وللفرق الرياضية، وأن يكون هو أول من يطبق القرار على نفسه ويلزم به الوزراء والمحافظين وكل المسئولين فى الدولة، حتى يكونوا قدوة للمواطنين فى شراء المنتج المحلى ومن يخالف القرار تتم إقالته من منصبه، وهنا تحضرنى واقعة للجنرال فرانكو، رئيس وزراء إسبانيا الأشهر وباعث نهضتها، حينما قرر النهوض بالسياحة قام ببناء فنادق صغيرة ورخيصة فى كل المدن الإسبانية 35 غرفة فى كل فندق، وأصدر تعليماته لجميع وزرائه وموظفى الحكومة باستخدام هذه الفنادق فى مهامهم الرسمية، وأقال ثلاثة وزراء لمخالفتهم تعليماته، كما أننى أتذكر جيداً أن أول نشاط للرئيس الصينى خلال زيارته الوحيدة لمصر كان افتتاحه لمعرض المنتجات الصينية فى فندق سميراميس، وكذلك فعل رئيس بيلا روسيا بافتتاحه لمعرض منتجات بلاده فى أرض المعارض بمدينة نصر.

عودة إلى موضوعنا لو أن الرئيس قرر افتتاح معرض لمنتجات المحلة أو زيارة مصانعها فسوف يجبر كل أجهزة الدولة على الذهاب للمحلة والإقامة فى مصانعها وبحث مشاكلها وتحديث خطوط الإنتاج وتأهيل وتدريب العاملين، حتى يليق منتجها بأن يرتديه رئيس الجمهورية وكبار المسئولين فى الدولة، مصانع المحلة التى أنشئت عام 1927 كإحدى شركات بنك مصر كانت قلعة صناعية تدعو للفخر وإنتاجها كان يكفى السوق المحلية ويغزو الأسواق العالمية، والأجانب كانوا يفخرون بأنهم يرتدون ملابس مصرية صنعت فى المحلة الكبرى، هكذا كان التاريخ، أما الحاضر فهو محبط ويصيب الغيورين على هذا البلد بالكآبة، فخسائر الشركة تخطت 2٫3 مليار جنيه خلال الثلاثة أعوام الماضية فقط ونزيف الخسائر مستمر مع مشاكل العاملين والحلول مجرد مسكنات، ومما يزيد من جرعة الإحباط أن بضاعة الصين تغزو المحلة، وأننا ملوك القطن أصبحنا نستورده من بوركينا فاسو، والملابس التركية احتلت الأسواق المصرية، فنحن نهاجم تركيا ليلاً ونهاراً وندعم اقتصادها ونشغل مصانعها وعمالها، مصانع المحلة التى بدأت بـ32 فداناً وصلت إلى 1000 فدان، يعمل فيها 16 ألف عامل، تحتاج إلى حلول جراحية لإعادة أمجادها، وهذا لن يأتى إلا بتعليمات من رئيس الدولة، لأن وللأسف الشديد الأجهزة والمسئولين لن يتحركوا إلا إذا شعروا بأن الرئيس مهتم شخصياً بهذه القضية، حال مصانع المحلة لا يختلف عن حال مصانع الحديد والصلب والسيارات وغيرها من القلاع الصناعية، حيث كانت هناك مؤامرة حقيقية على الصناعة الوطنية لصالح مافيا الاستيراد أدت إلى إغلاق مصانعنا وتشريد عمالنا وتدهور اقتصادنا، هذا واقع حقيقى وتركة ثقيلة ورثها الرئيس السيسى، وهذا قدره أن يقتحم هذه المشاكل بحلول جريئة قد تكون صعبة ولكنها ليست مستحيلة، هى فقط تحتاج إلى إرادة ورجال أكفاء واختيار الرجل المناسب فى مكانه، ملف الصناعة غاية فى الأهمية وللأسف ما زال غائباً عن الأولويات، رغم أنه لا تقدم ولا نهضة بدون الاهتمام بالصناعة، سواء من خلال إعادة تشغيل المصانع المغلقة أو افتتاح مصانع جديدة، علماً بأن مصنعاً واحداً فقط من الممكن أن يحقق دخلاً يفوق عائدات قناة السويس والسياحة والمصريين فى الخارج، فهذه المصادر يتحكم فيها غيرنا أما الصناعة فهى فى أيدينا، أثق أن الرئيس سوف يفعلها ويضع ملف الصناعة فى أولوياته، والبداية بمصانع المحلة والحديد والصلب والسيارات، وأتمنى أن يتولاه الجيش لأنها مهمة وطنية كبيرة وفائدة على البلد عظيمة.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف