المساء
سمير عبد العظيم
تخطينا المهم .. وباقي الأهم !
تخطينا المهم من أجل تحقيق حلم الوصول لكأس العالم.. اجتزنا التصفيات المؤهلة للبطولة العالمية بنجاح صحيح أخفقنا خلالها في بعض المرات لكن فزنا في أغلب المباريات حتي كان الفوز علي الكونغو هو الخطوة الفاصلة والقاطعة التي منحت المنتخب تأشيرة وتذكرة التأهل.
فرحنا.. وسعدنا بالانتصار الذي جاء في شهر عظيم وأعاد الفوز لأحفاد الفراعنة ومكانتهم الكروية بين أنحاء العالم.. واختتم بالحدث المهم في استقبال وتكريم الرئيس عبدالفتاح السيسي للفريق وجهازه الفني والإداري واتحاد الكرة في لفتة تشجيعية لما حدث ولما هو قادم.. ويكون خطوة لتحفيزهم علي الخطوة الثانية الأهم.
وعندما أقول الخطوة الثانية أعني دراسة جيدة لما هو مطلوب في ظل الظروف الجيدة التي عليها الفريق حاليا مع العودة للأسباب التي لم يستطع فيها زملاؤهم السابقون للاستمرار في المنافسة خلال الدورتين اللتين شاركت فيهما مصر عامي 34 و90 وانتهينا بالخروج المبكر من الدور الأول والتي أثبتت بعد ذلك أن وراء الاكتفاء بما حدث كان لأسباب كثيرة مثل الحروب والانسحابات وظلم الاتحاد الأفريقي وحكم مباراة زيمبابوي بعد أن كان الفريق علي اعتاب دورة ..94 إلا أن الأهم كان ضعف الامكانيات المادية التي لم تمكن الفريق من حصوله علي الإعداد الكافي الذي يليق بفريق مشارك في بطولة عالمية مثل كأس العالم.
وخلال محاولات السنوات السابعة والعشرين السابقة من التأهل تغيرت أمور كثيرة للكرة المصرية وزادت الامكانيات المادية واهتمام الدولة واتحاد الكرة بفرقه القومية حتي حقق المنتخب الحصول علي 8 بطولات للأمم الأفريقية في 57 و59 و62 و86 و98 و2006 و2008 و2010 فضلا عن الأندية المصرية التي استطاعت عودة اللعبة الشعبية لتتصدر الترتيب الأول للقارة باضافة انتصارات أندية الأهلي والزمالك والإسماعيلي والمقاولون لمسابقات الاتحاد الأفريقي لأبطال الدوري والكأس.
وعندما تعود الكرة المصرية بعد كل هذه السنوات والتجارب ومسايرة التقدم العلمي في اللعبة والاعتراف بأنها باتت صناعة وليست للمتعة فقط جاء الدور هذه المرة لينهض المارد المصري ويعلن عن وجوده ويتقدم فرق المجموعة الخامسة في التصفيات النهائية للمونديال بعد أن اجتاز كل الأدوار الأولي ويصعد الفريق المصري كأحد أوائل الفرق الخمسة ممثلة القارة في المونديال.
وبناء عليه فإن دور المنتخب المصري في المشاركة العالمية هذه المرة ليس من أجل التواجد فقط كضيف شرف كما حدث في الدورتين السابقتين من اشتراكه ولكن أيضا وأهم أن يكون صاحب مكانة ومكان بين فرق العالم الكروي المتقدمة واجتياز الأدوار الأولي والمنافسة في باقي الأدوار حيث يملك نفس الامكانيات من الإعداد الذي يجب توافره جيدا من الآن حتي انطلاق البطولة العالمية في شهر يونيه القادم فضلا عن العناصر البشرية التي استطاعت اجتياز صعاب التصفيات وأجهزتها الفنية والطبية والإدارية الأهم مساندة الدولة التي أعلنت عن عدم تخليها هذه المرة عن فريقها القومي.. ليكمل الحلم بأداء راق.. ومنافسة حقيقية.. ونتائج تليق باسم بلده العريق صاحب التاريخ الأعرق والأقدم.. وفي ظل قيادة طموحة وغيورة علي لعبتها الشعبية واهتمامها به كما هو الحال في كل نواحي حياة بلدها.
وليبقي الدعاء إلي الله أن يستمر معنا ويرفعنا بفضله ليتخطي الفريق الدور الأول وباقي الأدوار ونصل إلي المكانة التي تليق ببلد قال فيها نبي الإسلام سيدنا محمد: "أوصيكم بمصر وأهلها خيراً".. والله الموفق.

تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف