الجمهورية
محمد منازع
كلمة السر.. الله أكبر
الله أكبر.. يا رب.. النصر لمصر.. دعوات 100 مليون مصري.. ترددت ليس فقط أثناء المباراة ولكن منذ عدة أسابيع.. وزادت عندما تعادلت غانا وأوغندا.. وارتفعت الأصوات بالدعوات أثناء المباراة.. خاصة بعد أن تأخر منتخبنا الوطني في إحراز هدفه الأول الذي أسعد الجميع.
لست هنا بصدد الحديث عن المباراة التاريخية الحاسمة التي تأهلنا بها إلي نهائيات كأس العالم في روسيا ..2018 بعد حرمان 28 عاما من هذا المونديال الكوني.. وإنما عن العبر والدروس من هذا المشوار كله.
لا شك أننا نتوق إلي هذا الحلم الكبير.. وتتجدد أشواقنا كل أربع سنوات مع التصفيات.. ولكن لم يتحقق هذا الحلم وطال انتظاره كثيرا.. وزاد الطين بلة وسط هذا كله "الصفر" الذي حصلنا عليه في محاولة تنظيم المونديال عام 2010 وذهب إلي جنوب أفريقيا.
أصابنا الإحباط الكبير.. وجاءت علينا سنوات عجاف شداد.. تآمر علينا فيها المتآمرون.. واجتمع الخونة والعملاء ووقعت أحداث جسام منذ أحداث 25 يناير 2011. غيرت كثيرا من وجه الحياة عند المصريين.. اختفت فيها النكتة والابتسامة.. نبحث عن أي سبب حتي لو كان تافها من أجل أن نفرح.. إلي أن جاءت هذه التصفيات.. ونحن نتعلق بقشة تنقذنا من الدوامة.
ورغم النتائج الجيدة التي كان يحققها المنتخب.. لكن دماءنا كانت تحترق ويرتفع ضغط الدم مع كل مباراة.. كنا أحيانا نفقد الأمل.. وأحيانا نبتعد عن حلم التأهل.. لكن كما تذهب الفرصة.. فإنها تعود مرة أخري.. ولعلي لا أبالغ إذا قلت إننا صعدنا بمعجزة إلهية.. تلبية من الله تعالي لدعوات المصريين الخالصة الباحثة عن سعادة وفرحة.. وهذا في نفس الوقت لا يقلل من مجهود اللاعبين ولا الجهاز الفني.
وكانت العبرة في مباراة التأهل جديرة بالتوقف أمامها والاستفادة منها.. فقد تأخرنا في إحراز هدف التقدم.. وتمكن الحضري من إنقاذ مرمانا من هدف مؤكد.. وقاتل فريق الكونغو كأنه بحاجة إلي نقطة ليتأهل.. ولم يلعب بروح المهزوم ولا فاقد الأمل.. وإنما أراد أن يثبت أنه منتخب قوي عنيد.
وجاء هدف الفنان محمد صلاح الذي أسعد الملايين.. ثم يعود الوقت ليسير بطيئا جدا.. ولم يتبق إلا 150 ثانية ليعلن الحكم بصفارة النهاية تأهلنا للنهائيات.. وإذا بهدف قاتل مثل الرصاصة التي اخترقت قلوبنا وأكبادنا.. لتوقف فرحتنا وتجمد الدماء في عروقنا.. وتعيد ارتفاع ضغط الدم.. ووضع الأيدي علي الرءوس من الحسرة.. بل وانسابت الدموع غزيرة حزنا من هذا الهدف.. لأنه هدف بالفعل كان من الممكن أن يحرمنا تماما من التأهل.. ومن المؤكد أنه بقدر أحزاننا هذه كانت سعادة الأوغنديين به.. لأنه يمكن أن يؤهلهم بدلا من منتخبنا.
وكما نزلت عدالة السماء في ستاد باليرمو بإيطاليا عام 1990. نزلت أيضا الرحمات الإلهية وجاءت ضربة الجزاء قبل دقيقة واحدة من النهاية.. وتوقفت القلوب عن النبض إلي أن أودعها صلاح في الشباك.. دقائق معدودة.. لكنها حملت الكثير من الأحداث والعظات.. نقلتنا من الهزيمة والانكسار إلي الفوز والانتصار.. فنحن في حاجة ماسة إلي الفرحة.
إنه أكتوبر شهر انتصارات المصريين.. الانتصارات الكبري والتاريخية.. وكلمة السر.. الله أكبر.
يا رب دائما من نصر إلي نصر.. ومن فرحة إلي فرحة.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف