عاشت كرة القدم المصرية ليلة من ألف ليلة وليلة بعد نجاح منتخب الفراعنة العملاق في تحقيق الحلم الأغلي.. والإنجاز الأعظم بالتأهل لنهائيات مونديال روسيا 2018 واللعب مع عظماء الكرة العالمية.. سهرت الملايين من عشاق الكرة المصرية حتي الصباح تجوب الشوارع في مختلف محافظات مصر وهي تحمل أعلام مصر المحروسة تردد الأغاني والأهازيج بهذا الانتصار التاريخي الذي حققه نجوم منتخبنا الفراعنة بهدفين مقابل هدف علي الكونغو برازافيل العنيد.. ليتأهل فريقنا الوطني رسميًا بقيادة أسطورة الكرة المصرية في القرن الحادي والعشرين النجم العالمي محمد صلاح صانع السعادة والذي قاد الفراعنة بمهاراته العالية وسرعته الفائقة وموهبته الفذة بهدفيه التاريخيين اللذين سجلهما ببراعة وذكاء كروي وقوة شخصيته في الملعب وروح البطولة التي يتمتع بها ليثبت انه خير قائد لمنتخب الفراعنة وأنه بالفعل أسطورة ستظل محفورة في ذاكرة الكرة المصرية علي مدار تاريخها.
زاد من جنون وهستيرية الفرحة بهذا الإنجاز التاريخي والذي أسعد ملايين المصريين وتحقق معه الحلم الغالي أنه جاء بعد معاناة وكفاح وتحديات أثبتت معدن الشباب المصري وما يتحلي به من إرادة وإصرار علي النجاح.. فلم تكن أحداث المباراة تسير كما توقعنا.. بأن الفراعنة سوف يحققون فوزا سهلا وبرصيد كبير من الأهداف استنادا إلي أننا نلعب أمام الفريق المتذيل للمجموعة والذي سبق وفزنا عليه في ملعبه بالعاصمة برازافيل في ضربة البداية لتصفيات افريقيا 2/1 في أكتوبر ..2016 ولكن مع انطلاق هذا اللقاء تأكد أن ما حدث في مباراة الذهاب كان من الماضي لأن شكل وأداء الفريق تطور كثيرا وبات واضحا أن مدربه الفرنسي الجديد استطاع أن يجعل منه فريقا منظما يجيد التحرك في الملعب وغلق المنطقة الخطرة وبناء الهجمات المرتدة السريعة.. وهنا حدثت المفاجأة ولم يتمكن منتخبنا من اختراق دفاعاته بسهولة في الشوط الأول.. ولم يحالفنا التوفيق في الفرص الثلاث التي اقتربنا بها من مرمي الكونغو.
وهو الحلم الذي انتظرناه منذ 28 عاما بعد أن ظن المصريون انه أصبح علي "كف عفريت" بعد تعادل الكونغو ليكثف نجوم الفراعنة من موجاتهم الهجومية ويحاصروا الفريق الكونغولي في نصف ملعبه ويضعوا دفاعه تحت ضغط مستمر وتنويع رائع للهجمات ليحصل تريزيجيه علي ضربة الجزاء ويتصدي لها المبدع والفنان والساحر ليسجل منها هدفا نموذجيا في أساليب تسديد ضربات الجزاء معلنا صعود مصر رسميا للعرس الكروي العالمي قبل نهاية التصفيات بجولة ليفتح نجوم هذا الجيل العملاق عصرًا جديدًا في تاريخ الساحرة المستديرة بمصر المحروسة دائما كما أراد لها الله سبحانه وتعالي إلي أن تقوم الساعة.