المصرى اليوم
غادة شريف
يكفيكم شر الزنّانة والمنّانة!
ومرة أخرى يا حمادة تزن الدولة فى الشكوى والأنين من الزيادة السكانية كأنها لا تسمع ضحك العالم كله علينا عندما نشكو هذه الشكوى!.. كأنها لا تعلم أن مهاتير محمد قال إنه لو كان لديه عدد سكان مصر لغزا العالم بماليزيا!..

لكن اللافت للنظر يا حمادة أن الدولة بأركانها لم تعد ثابتة فقط على منهج الشكوى منك ومن اللى يتشدد لك، بل إنها أضافت على الشكوى كبشة صفات أخرى.. يقولون فى الأثر إياك والزوجة الأنانة والمنانة والحدّاقة والبرّاقة والشدّاقة، ويبدو يا حمادة أنك وقعت فى هذا الملقف.. أما الأنّانة فهى التى تكثر الأنين والتشكى.. والمنانة هى: التى تمنّ على زوجها تقول له فعلت لأجلك كذا وكذا.. والحنانة هى التى تحنّ إلى زوج آخر أفضل حالا من زوجها.. والحدّاقة هى التى تشتهى كل ما تقع عينها عليه وتكلّف الزوج شراءه حتى لو كان فوق طاقته.. أما البرّاقة فهى التى تكون طول نهارها فى تجميل وجهها بأدوات التجميل ليكون لوجهها بريقا.. وأخيرا المرأة الشدّاقة فهى المتشدّقة كثيرة الكلام الذى لا خير فيه!..

هذه هى بالضبط الدحديرة التى تكعورت فيها يا حمادة منذ أن تولى أمرك هذه الدولة.. فهى أصبحت أنانة وفى كل مؤتمر تحملك فشلها بأنك أنت الذى لا تعمل وأنت الذى تعيق مسيرتها بزيادة عددك.. أصبحت منانة فتمن عليك ما تمنحه لك من علاوات أو إصلاحات إن صدقت رغم أن هذا واجب عليها وحق لك.. أصبحت حنانة فهى دائما تتحسر على الشعوب الأخرى وتتعمد أن ترفع الدعم مدعية أنها تتعامل مثل الدول الأخرى رغم أنها لا تمنحك ما يحصلون عليه من مرتبات!.. وهى براقة فتجدها شديدة الحرص على الهيصة والإفراط فى الاحتفالات والمؤتمرات التى لا داعى لها والسفه فى الإنفاق لتبدو صورتها جميلة أمام الغرب كأن الغرب لا يعلم أننا أصبحنا شعب جائع تتجاهل دولته الأولويات وتهتم بالإنفاق فى أدوات التجميل!.. أصبحت أيضا دولة حداقة فهى دائما تحدق بعينها المدورة على جيبك، تريد التشطيب عليه عن داير المليم!..

وأخيرا أثبتت الدولة أنها أصبحت شداقة فأصبحت كثيرة اللت والعجن تتشدق بالمدح فى نفسها وإنها جابت الذئب من ذيله، زى ما انت شايف كده فى المؤتمرات حيث تمر الساعات فى الحديث الفارغ الذى لا طائل منه!.. خذ عندك مثلا، كنت أتمنى بعد ثورتين ألا نعود مرة أخرى لتلك الشكوى القديمة من زيادة السكان، لكن بما اننا نصر على عدم التطرق للإنتاج ونصر على الاستثمار فى الحجر بدلا من الاستثمار فى البشر فبالطبع ستكون الزيادة السكانية حملا ثقيلا على كاهلنا!..

نحن بعناد شديد نصر على عدم التعلم من الصين والهند والبرازيل وإندونيسيا والفلبين، وهم من أكبر الدول سكانًا فى العالم، ولكنهم لم ينظروا لمواردهم البشرية كعائق يجب التخلص منه، بل استفادوا بهم فى رفع معدل التنمية بها، ليتحولوا فى سنوات قليلة من دول فقيرة ذات كثافات سكانية رهيبة إلى دول ذات نمو اقتصادى مرتفع.. الصين أصبحت ثانى اقتصاد فى العالم، وتمكنت من تحويل أكثر من مليار نسمة كانوا تحت خط الفقر إلى مواطنين منتجين يعيشون فى مستوى اقتصادى آمن، وذلك بتحويلهم إلى قوى عاملة منتجة.. الهند أيضا استثمرت ثروتها البشرية فى عملية التنمية، وغزت العالم بـ30 مليون عامل من المتخصصين فى مختلف الحرف.. إنت يا حمادة مش عارف كيف تستغل الطاقة البشرية لديك لأنك مستخسر تصرف فى تعليم الفرد وتدريبه وتنميته، وتفضل إنك تصرف على المبانى والطرق والكبارى.. بالتالى سيصر المواطن معدوم الدخل على عدم الاستجابة لدعاوى تنظيم النسل لأن مازال إنجاب الأطفال بالنسبة له هو مصدر رزق سيظل يحتاجه لفترة قد تطول..

والفترة ستطول بالفعل طالما أن الدولة لا تفتح المصانع المغلقة لتشغيل الناس، وتتجاهل التعليم الفنى ليورد لنا إيد عاملة وصناع وفنيين مهرة، ولا تأتى باستثمارات حقيقية بدلا من الاستثمارات التى لا توجد إلا على صفحات الجرائد.. وستستمر يا حمادة مربوط من رجلك فى حفرة الدولة الزنانة الأنانة المنانة الشداقة الحداقة البراقة لحد ما ربنا يشوف لك حل ويفك رجلك أو تردم على الحفرة!!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف