محاولات فى بلادى نراها لتطوير التعليم، وأتساءل: هل هناك مبادئ أساسية تحكم هذا الموضوع؟ أم أنها مجرد اجتهادات لا تستند إلى أسس قوية ومتينة!
وهناك قواعد لابد من مراعاتها حتى تشهد نجاحًا حقيقيًا وليس مجرد تطوير شكلي، وأستطيع تلخيص ما أعنيه في نقاط محددة وباختصار:
* وزارة التربية والتعليم وهذا هو اسمها، ويلاحظ أن كلمة التربية سقطت تمامًا من أذهان المسئولين! والتطوير ينبغى رد الاعتبار لها؛ نظرًا لأهميتها الكبيرة، فلا قيمة لأى تعليم إذا كان الطلاب بلا أخلاق، وأسوأ شيء يمكن أن يصيب بلدنا جيل ضائع يكون عبئًا على الوطن.
* يا دعاة التطوير.. احترسوا مليون مرة من أن تكون بلادنا حقل تجارب بنقل كل ما يجرى فى بلاد برة بالمسطرة دون أى مراعاة للطبيعة المحلية السائدة وعقلية التلاميذ عندنا.
* العدالة الاجتماعية فى التعليم مطلوبة مليون مرة، ولا قيمة لأى تطوير إذا لم يراعِ هذا الموضوع بدقة وإذا سألتنى حضرتك ما هو المقصود؟ قلت مدارس الفقراء البسيطة ينبغى أن يكون التعليم فيها زى الفل مثل مدارس الأغنياء بالضبط بل وأحسن منها كمان!! وبهذه المناسبة أقول آه من مصاريف المدارس إنها تقصم الوسط ويشكو منها حتى الأثرياء ويجب الحد منها بقواعد صارمة.
* أى نظام جديد يتعلق بدخول الجامعات ينبغى عدم تركه للتقديرات الشخصية، وذلك بعد الاتجاه إلى إلغاء التنسيق، وهو نظام عادل بصرف النظر عن عيوبه! والبديل له يجب أن يكون محكومًا بقواعد موضوعية بعيدًا عن الكوسة ومجاملة من عنده فلوس أكثر والدروس الخصوصية.
* لا قيمة لأى تطوير في التعليم ما لم يرتبط ارتباطًا وثيقًا بسوق العمل، ووضع حد للبطالة المقنعة التى يشكو منها شبابنا، وهذه الكليات النظرية التى يتخرج منها الآلاف كل عام دون أن يجدوا عملًا.
* وأخيرًا فالتعليم الحالى معروف بأن قوامه الحفظ والصم والتلقين، فإذا استطعنا وضع نظام جديد قوامه التفكير فقد نجحنا نجاحًا كبيرًا.. فهل هذا ممكن؟
محمد عبد القدوس