المصريون
رضا محمد طه
تراجع في التفاؤل وزيادة حادة في التبريرات
مطلوب التفاؤل بقدر معقول دون تهوين أو تهويل، منذ فترة وقع العديد في فخ التهويل والمبالغة في التفاؤل الغير مبرر أو منطقي، بحث صوروا للناس أنهم سوف يعبون من نعيم ورفاهية الحياة الكثير والكثير، وذلك دون تخطيط أوعمل أومجهود لتحقيق ذلك، وهذه طبيعة عند معظم الناس في مجتمعاتنا والتي هي مهيأة وتفضل أن تعيش علي الكلام وتستمرئه عن الفعل، مثلاً إن كانوا في الغرب يحبون الذهاب والجلوس في الحدائق وسط المناظر الخلابة، فإن أغلبنا يفضل قراءة أبيات شعر تصف فيها جمال تلك الحديقة عن زيارتها، هؤلاء الذين هرولوا وزادوا في جرعة التفاؤل، أغلبهم جنح نحو تبرير تصرفه علي نحو يخاصم العقل والمنطق.
في أول يوم بدأت فيه تطبيق الزيادة في أسعار كروت الشحن، تزامن معها حملات من التبرير أو التبكيت في الأغلب كانت بصورة كبيرة علي مواقع التواصل وبعض الصحف، مثلاً يقول البعض "رب ضارة نافعة، حتي يتأدب الناس ويبطلوا كلام علي الفاضي"، وعلق آخر عن أن تلك الزيادة سوف تزيد من التربط الأسري، ومن ثم سوف تكون الثلاث وجبات-فطار وغذاء وعشاء-بلا هواتف، وكانت رسالة مواطنون ضد الغلاء تعلق علي تلك الزيادة قائلة "اللي عايز يحب علي المحمول، بلاش وخليه علي الأرض"، هذا إضافة إلي حملات المقاطعة-بالضغط السلمي-والتي تدعو إلي إستخدام الهاتف للضرورة وفي أضيق الحدود.
كتب بعض الكتاب -وهو من أساطين المبررين- مقالاً في الجريدة التي يهيمن عليها وذلك صبيحة رفع أسعار كروت الشحن متسائلاً : لماذا إرتفعت الأسعار؟ ثم يجيب هو علي سؤاله بأن السبب في ذلك هو جشع التجار، إضافة إلي إرتفاع أسعارالطاقة وسوء تصرف الناس خاصة الذين يطالبون بزيادة المرتبات كي تتماشي مع جنون الأسعار وتكاليف الحياة، ولم يشير إلي قرارات غير مدروسة أو عشوائية من بعض مسئولين بالحكومة خاصة الذين يتولون الملف الإقتصادي، هذا الكاتب وغيره من المبررين لأي زيادة في الأسعار تركز تبريراتهم كما يدعون علي سمو الهدف ويقصدون الأمن والحفاظ علي البلد وهو كلام حق يراد به باطل، والذي إن خدع لاهياً فلن ينطلي أو يخدع واعياً، ولأن سمو الهدف دائماً ليس مبرراً لقسوة الوسيلة وتداعياتها من ظلم وتجويع الناس وقهرهم والإستبداد الذي يواجهه ويشعرون به الناس من بعض المسئولين خاصة الذي يتولون بوصلة الإتجاه والتوجيه، أؤلئك إذا إستمروا في ذلك فسوف تكون العواقب صعبة ومهلكة للجميع.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف