المساء
سامى حامد
اتفاق.. علي المحك
من المنتظر أن تعقد الحكومة الفلسطينية بعد غد الثلاثاء أول اجتماع لها في قطاع غزة بناء علي الاتفاق الأخير الذي رعته مصر بين حركتي فتح وحماس بعد أن ظلت الأخيرة تسيطر علي هذا القطاع طيلة السنوات العشر الماضية لتنتهي بذلك حالة الانقسام التي عاني منها الشعب الفلسطيني وعانت منها أكثر القضية الفلسطينية التي تضررت كثيرا من جراء هذا الانقسام.
طبقا لبنود هذا الاتفاق ستقوم حكومة الوفاق الوطني بعد اجتماع بعقد غد الثلاثاء في غزة لدراسة الأوضاع في القطاع وإجراء تقييم شامل للظروف الميدانية علي أن تقدم الحكومة الفلسطينية خلال عشرة أيام تقريرا مفصلا يتم عرضه في اجتماع ثنائي تستضيفه القاهرة بين حركتي فتح وحماس وبمشاركة ومراقبة مصرية يتم خلاله بحث كل الملفات العالقة كالأمن والمعابر والكهرباء وأحوال الموظفين وعقب ذلك يتم الاتفاق علي اجتماع موسع تشارك فيه كافة فصائل منظمة التحرير الفلسطينية لبحث ملفات الانتخابات الرئاسية والتشريعية.
إن نجاح هذا الاتفاق وصموده يعني الكثير والكثير للشعب الفلسطيني بل وللمنطقة العربية وفي صدارتها مصر فهو سيمهد الطريق أمام استئناف عملية السلام المجمدة بين الفلسطينيين والإسرائيليين منذ عشر سنوات بسبب هذا الانقسام الفلسطيني الذي اتخذته إسرائيل ذريعة للتنصل من استحقاقات عملية السلام التي توقفت عند اتفاق "غزة - أريحا أولا" الذي تم في عهد الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات بحجة مع من ستتفاوض إسرائيل مع حكومة الرئيس محمود عباس في الضفة الغربية أم مع حكومة إسماعيل هنية في قطاع غزة ليبقي الوضع علي ما هو عليه في الوقت الذي انتهجت فيه إسرائيل سياسة التوسع في بناء المزيد من المستوطنات خاصة في عهد رئيس الوزراء الحالي بنيامين نتنياهو.
إن قيام الحكومة الفلسطينية ببسط نفوذها علي قطاع غزة سيفتح الباب واسعا أمام التسوية السياسية التي يتم الإعداد لها في الوقت الحالي لإيجاد حل دائم للقضية الفلسطينية ليعم السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين بل وبين إسرائيل والعرب فيما يعرف بصفقة القرن.
أما بالنسبة لمصر فإن سيطرة الحكومة الفلسطينية علي قطاع غزة ستحد من عمليات تسلل الإرهابيين إلي شمال سيناء عبر الأنفاق لتنفيذ عملياتهم الإرهابية القذرة ليعم الهدوء في العريش ورفح والشيخ زويد لتكون بمشيئة الله نهاية الإرهاب في هذه البقعة الغالية من أرض مصر الطاهرة.
إن نجاح هذا الاتفاق علي المحك والفرصة سانحة أمام قيادات الفصائل والحركات الفلسطينية لنبذ الخلافات وتوحيد الصفوف وإعلاء كلمة فلسطين فوق أي شعارات صارت غير ذي جدوي خاصة أن القضية الفلسطينية لم تعد كما كانت قضية العرب الوحيدة فالعرب مشغولون اليوم بقضاياهم وهمومهم.. وحدها مصر التي رغم كل مشاكلها حريصة كل الحرص كعهدها علي إنهاء معاناة الشعب الفلسطيني لينال حقوقه المشروعة وإقامة دولته المستقلة.. فلا تفوتوا الفرصة التي ربما تكون الأخيرة.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف