الوفد
مجدى سرحان
إعدام «أغليو» هل يكفي؟!
ستظل عملية ذبح المصريين الواحد والعشرين في ليبيا على أيدي سفاحي داعش في عام 2015، واحدة من أبشع الجرائم التي ارتكبتها «عصابات المتأسلمين» الذين يمارسون باسم الدين أفظع أعمال القتل وسفك الدماء وإزهاق الأرواح.. وأكثرها وحشية و خسة وبربرية على مدار التاريخ الإسلامي بوجه عام.

<< ورغم
العملية الانتقامية التاريخية التي قامت بها القوات الجوية المصرية للقصاص لهؤلاء الأبرياء ضحايا التعصب الأعمى والإرهاب الأسود.. والتي ستظل علامة مضيئة في تاريخ القوات المسلحة المصرية وقيادتها التي أبت إلا أن تثأر لدماء المصريين.. وقامت بتنفيذ أول عمل عسكري لها خارج الحدود بهذه القوة وهذا الحشد الكبير من الطائرات التي ألحقت خسائر كبيرة بمعسكرات ومناطق تمركز وتدريب ومخازن أسلحة وذخائر تنظيم داعش الإرهابى بالأراضى الليبية..
ورغم أن هذه الضربة الجوية جاءت بمثابة الماء الذي أخمد نيران حريق الحزن والغضب داخل صدور المصريين.. وأسهمت بشكل كبير في إشفاء غليلها.. إلا أننا نرى أن هذه الجريمة وهذه الضربة الثأرية لم تأخذا حقهما بالشكل الكافي من التركيز الإعلامي و«التسويق» في مواجهة طوفان الأكاذيب والتضليل والتدليس الذي يمارسه الإعلام المضاد والممول من الأنظمة السياسية المتآمرة والداعمة لعصابات الإرهاب المرتزقة والمأجورة.

<< وبالأمس القريب
تكشفت حقائق المذبحة.. بإعلان النائب العام الليبي التوصل لمنفذيها.. وأيضا مكان تنفيذها على شاطئ مدينة سرت.. ومكان دفن جثث الضحايا.. والأهم هو القبض على الإرهابي الذي قام بإدارة عملية تصوير الجريمة وإخراج «الفيديو» الذي أذاعه «داعش» وقتها تحت عنوان «رسالة موقعة بالدماء إلى أمة الصليب» حيث كان كل الضحايا من الإخوة الأقباط.. ذلك الفيديو الذي كان هدفه بث الرعب وروح الهزيمة والإحباط في نفوس شعوب الدول المنكوبة بسرطان الإرهاب.. وأيضا كان هدفه إشعال فتيل فتنة طائفية كبرى داخل المجتمع المصري.
وهناك معلومات تتردد حاليا حول تسلم مصر لهذا الإرهابي المدعو عبد الرحمن على أغليو وشهرته «أبو محمد» ـ ليبي الجنسية ـ في استجابة سريعة من السلطات الليبية.. خاصة بعد أن كلف النائب العام المستشار نبيل أحمد صادق، مكتب التعاون الدولي بسرعة اتخاذ الإجراءات القانونية بمخاطبة وزارة الخارجية المصرية لسرعة مخاطبة النائب العام الليبي للمشاركة في التحقيقات التي تجري مع العناصر الإرهابية التي تم القبض عليها.. وكذلك متابعة سير التحقيقات مع الإرهابي الذي تم القبض عليه.. منفذ ومصور جريمة ذبح الأقباط المصريين فى ليبيا.

<< السؤال الآن
ما مدى صحة خبر استلام مصر لهذا الإرهابي؟ .. خاصة وأن هناك آراء قانونية تؤكد حق مصر في استلام المتهمين بقتل الأقباط المصريين لمحكمتهم في الأراضي المصرية.. بينما يرى آخرون أنه لا يوجد قانون يجبر ليبيا على تسليم المتهمين لمحاكمتهم في مصر.. وأن تسليم المتهمين بقتل المصريين يكون وديا بحكم مستوى العلاقات الخاصة بين البلدين.
أما السؤال الأهم.. من وجهة نظرنا.. فهو: ماذا سنفعل بهذا الإرهابي والمجرم العتي إذا ما تسلمناه من السلطات الليبية بالفعل؟ هل محاكمته في مصر تكفي؟ وهل إعدامه يكفي؟
•• في رأينا أن هذا مهم وضروري.. لكن هناك ما هو أجدى وأهم.. وهو أننا لدينا الآن فرصة سانحة لإعادة جريمة ذبح المصريين من جديد الى دائرة الأضواء.. والتعامل معها إعلاميا بشكل أكثر تركيزا وتحقيقا للفائدة.. خاصة ونحن بصدد إعداد ملفاتنا لاتخاذ الإجراءات القانونية الدولية ضد قطر وغيرها من الدول الداعمة والممولة لجرائم الإرهاب التي وقعت على أرض مصر.. وكذلك أرض ليبيا التي تم توثيق هبوط الطائرات القطرية في مطاراتها محملة بالأسلحة والذخائر لتسليمها الى عصابات الإرهاب.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف