الجمهورية
محمد العزاوى
رسائل مهمة لمؤتمر الشمول المالي
بعيداً عن النجاح المبهر وغير المسبوق للمؤتمر الدولي للشمول المالي والذي حظي بحضور كل من رئيس الجمهورية ورئيس مجلس الوزراء إلا أنه بقدر ما هو يمثل تكريم محافظ البنك المركزي لكنه يعطي دلالة واضحة علي أن الدولة تسير بخطوات سريعة وداعمة وتسعي بقوة نحو الشمول المالي إلا أن الأمر تعدي هذا المفهوم بالترتيب المبهر إلي الزيارات واللقاءات التي تمت للضيوف والذين تجاوز عدد الدول التي شارك منها وفود أكثر من 92 دولة ومن خلال تنظيم حفل استقبال بتصميم لمعبد أبوسمبل علي شاطئ البحر الأحمر وعرض تطور تاريخي للآثار المصرية والتي قدمت بعرض رائع من الوزير الأسبق زاهي حواس والذي لاقي استحسان وسعادة كبيرة من جميع الوفود المشاركة الذين انبهروا بهذا العرض المميز لجمال وروعة الآثار المصرية.
وأعتقد أن ذلك هو أكبر رسالة للترويج للسياحة المصرية يفوق بكل المقاييس ما يتم إنفاقه علي كثير من حملات الدعاية الأخري.. لذا نأمل أن يكون هذا التنظيم مثالاً يحتذي به لأي مؤتمرات أو لقاءات دولية علي أرض مصرنا الحبيبة خلال المرحلة القادمة.
لقد سمعنا من الوفود المشاركة أن التنظيم المميز والرائع للمؤتمر وما قدم فيه من ندوات قوية علي مستوي عالي من الأداء واختيار الموضوعات إلي جانب حضور أعلي قيادة سياسية في مصر والعرض الرائع والتاريخي للآثار الفرعونية المصرية سوف يحمل أي دولة منظمة لهذا المؤتمر في الأعوام القادمة عبئاً ومسئولية كبيرة لأنها ستكون حريصة علي إخراجه بصورة أفضل وهذا سيكون من الصعوبة لأن إبداع المصريين يفوق الوصف والمقارنة.. ولعلني أسترشد بقول سيدنا عمر بن الخطاب عندما ولي الخلافة بعد سيدنا أبوبكر الصديق رضي الله عنهما عندما قال "لقد أتعب من جاء بعده" ويقصد بذلك سيدنا أبوبكر الصديق.
لقد أدار محافظ البنك المركزي طارق عامر الجلسة الأولي لمؤتمر الشمول المالي بثقة وحنكة واحترافية علي مستوي عال وحظيت باهتمام من جانب المشاركين وأيضاً من جانب رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء لإيمانهم العميق بأهمية الشمول المالي وقد تم علي هامش المؤتمر اختيار مصر عضواً في التحالف المالي الدولي وهو ما يمثل شهادة ثقة عالمية جديدة في الاقتصاد المصري فنجاح المؤتمر الدولي للشمول المالي ليس مجرد استضافة واستقبال وفود فقط ولكنها أعمق بكثير من ذلك لمعان وأهداف أكبر قدمها المؤتمر لقد حمل المؤتمر رسائل عديدة واضحة الرسالة الأولي هي أن مصر بلد أمن وأمان وأن معالمها السياحية والتاريخية وما تحتويه من ثلث آثار العالم جديرة بجذب السياح من كل بلاد العالم. الرسالة الثانية تؤكد أن مصر تستطيع وأن لديها جهازاً مصرفياً وبنكاً مركزياً قوياً ومتميزاً ومتلاحماً والرسالة الثالثة توضح أن الدولة جادة في خطوات الشمول المالي واستكمال برامج الإصلاح الاقتصادي والرسالة الرابعة والأخيرة تؤكد أيضاً نجاح السياسات النقدية وأن المؤسسات المصرفية تتعدي دورها ليس فقط في السياسة النقدية بل تنظيم مؤتمرات مشرفة عن السياحة المصرية فكل التقدير والاحترام والحب لطارق عامر محافظ البنك المركزي الذي يثبت كل يوم أنه رائع وصاحب فكر ورؤية ثاقبة ومصرفي من الطراز الأول استطاع خلال زمن قياسي أن يحقق نتائج غير مسبوقة ومبهرة في الأداء وأن يقود السياسة النقدية باقتدار وخاب ظن أعداء النجاح الذين حاولوا بكل الطرق بث رسائل الإحباط والتشكيك لكن النجاح كان حليفه.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف