وزارة التربية والتعليم قررت محاربة الدروس الخصوصية بالدروس الخصوصية.. قررت التصدي للسناتر أو المراكز الخاصة لتجارة المناهج وبيع أساليب التحايل علي الامتحانات للحصول علي أعلي الدرجات.. بسناتر حكومية عامة.. وزارة التربية والتعليم قررت لحل مشكلة كابوس الثانوية العامة.. انشاء مراكز للدروس الخصوصية تحت مسمي مجموعات التقوية.. خارج المدارس.. لتكون بديلاً لمراكز ملك الفيزياء وامبراطور الكيمياء وزعيم التاريخ.
الوزارة الموقرة رأت ان انشاء مجموعات التقوية خارج المدارس هو الحل العملي لكابوس الثانوية العامة.. وبالتالي فإن جعل الثانوية ثلاثية الأبعاد لتصبح 3 سنوات بدلاً من سنة واحدة.. يصبح سهلاً مريحاً لا كوابيس فيه ولا توتر ولا اضطراب.. ومادام الأمر كذلك فلماذا لا تصبح الثانوية العامة سداسية الأبعاد.. فتضم المرحلة الاعدادية الي الثانوية.. ويصبح متوسط مجموع جميع سنوات الدراسة في المرحلتين هو المجموع النهائي للثانوية العامة.. مادامت مجموعات التقوية العامة خارج المدارس هي الحل السحري لكل مشكلات الأسرة المصرية مع الشهادة الكارثية؟
مجموعات التقوية خارج المدارس هي دروس خصوصية بديلة للدروس الخصوصية.. هي اعتراف من الوزارة بفشل المنظومة الدراسية المدرسية.. هي اعتراف بأن استيعاب المناهج التعجيزية المليئة بالحشو والموضوعات التافهة التي لا تضيف للطالب معارف حقيقية ولا مهارات حياتية يحتاج إلي درس خصوصي.. وبدلاً من اصلاح منظومة التعليم المدرسي واصلاح المناهج وتأهيل المدرسين والبحث عن حل لمشكلة مكتب التنسيق الذي يقصر القبول في المرحلة الجامعية علي مجموع الثانوية العامة وحده دون اعتبار لقدرات الطالب ومهاراته وميوله ورغباته.. قررت اللجوء إلي مجموعات التقوية خارج المدارس مع جعل كابوس الثانوية العامة ثلاث سنوات بدلاً من سنة واحدة.
الثانوية العامة الثلاثية ستكون كارثة علي الأسرة المصرية يا معالي الوزير.. وليس مطلوباً منك سوي طرح الفكرة للنقاش المجتمعي ومناقشتها أمام البرلمان قبل اتخاذ القرار المناسب بشأنها.. وقبل الثانوية العامة وهمومها.. تبقي المناهج الدراسية مشكلة أخري.. ومعها اليوم المدرسي والبرنامج الدراسي.. فنظامنا التعليمي يخرج طلاباً "حافظين" بلا فهم.. ونظامنا التعليمي الحالي لا يضيف بعد أكثر من 14 سنة من الدراسة أي مهارات حياتية ولا يؤهلهم لسوق العمل.. وحتي نوضح الأمر تعالي نتأمل نظام التعليم الألماني الذي يحظر المذاكرة المنزلية نهائياً.. ففي المرحلة الابتدائية يتعلم الطفل كل قواعد المرور عملياً ونظرياً ويجيد السباحة ويستطيع تنظيم حفلة منزلية بسيطة والكثير من المهارات الحياتية الأخري.. وفي نهاية المرحلة الثانوية يكون الطالب ملماً بالكثير من متطلبات سوق العمل بحيث لا يحتاج لأكثر من تدريب عدة أسابيع قبل أن يلتحق بعمل ما.. فهل هذا مطبق عندنا؟.. الاجابة هي بالنفي القاطع.