الجمهورية
د. محمد مختار جمعة
روح أكتوبر
ارتبط السادس من أكتوبر العاشر من رمضان في ذاكرة المصريين والعرب جميعاً بنصر تاريخي غير تاريخ المنطقة. وأربك حسابات أعدائها المتربصين بها. فقد حققت قواتنا المسلحة الباسلة نصراً مؤزراً علي العدو الصهيوني الذي كان يقال آنذاك إنه لا يقهر. وحطمت خط بارليف الذي كان يظن العدو وأكثر المراقبين في العالم أنه عصي علي مجرد الاختراق وليس التدمير.
حطمت الروح المصرية الفدائية لقواتنا المسلحة ومن خلفها الشعب المصري كله مع وقفة عربية مشرفة من أشقائنا في الدول العربية هذه الاساطير كلها. وحطمت معه الجبروت الصهيوني والغطرسة الصهيونية. وأعادت لأمتنا العربية عزها وشرفها ومجدها. وبعثت فيها حياة جديدة.
ولم يكن هذا النصر أمراً عفوياً إنما جاء نتاج إعداد. وتخطيط. وتدريب. وعزيمة. وتصميم. وإرادة سياسية قوية. وتوفيق كبير من الله عز وجل.
وها هي روح هذا النصر العظيم تحيي فينا قيماً جديدة. أهمها الإرادة. والتصميم والعزيمة. والقدرة علي الإنجاز.
ما أحوجنا إلي استلهام هذه الروح في مواجهة جميع التحديات التي تحيط بنا أمنياً وعسكرياً وفي مقدمتها مواجهة الإرهاب الغاشم. الذي يستهدف أمن امتنا وسلامها. ويعمل علي تقسيمها وتفتيتها. مدعوماً دعماً غير محدود من الاعداء ومن بعض من كان يفترض ان يكونوا اصدقاء. لكنهم خانوا دينهم وامتهم واوطانهم وباعوا كل ذلك بثمن بخس وعرض زائل. سرعان ما يزول عنهم إذا ما رفعت تلك الجهات التي تستخدمها يدها عنهم. وحتي وإن لم ترفع. لأن الباطل إلي زوال وإن علا أمره إلي حين. وذلك حيث يقول الحق سبحانه: "بل نقذف بالحق علي البطال فيدمغه فإذا هو زاهق ولكم الويل مما تصفون". ويقول الحق سبحانه: "لقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين إنهم لهم المنصورون وإن جندنا لهم الغالبون". ويقول سبحانه: "وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضي لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمناً يعبدونني لا يشركون بي شيئاً ومن كفر بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون".
ما أحوجنا إلي استلهام روح اكتوبر في مجال العمل والتنمية. وهو ما يترجم واقعاً عملياً علي ارض الواقع متمثلاً في الانجازات والمشروعات الكبري سواء ما تم الانتهاء منه كبعض مشروعات قناة السويس وفي مقدمتها مشروع ازدواج مجري القناة. وتلك المشروعات العملاقة في مجالي: الكهرباء. والطاقة. وما انجز في مشروعات الطرق والبنية التحتية. والإسكان وما يجري الاستكمال والإعداد لافتتاحه في هذه المجالات وغيرها من مجالات الصحة والتعليم واستصلاح الأراضي والمشروعات الاستثمارية الكبري والمتوسطة والصغيرة.
إننا نسابق الزمن. وبإذن الله تعالي عائدون وبقوة في شتي المجالات.
وفي مجال الخطاب الديني فإننا قادمون وبقوة بإذن الله تعالي في اتجاه تصويب الخطاب الديني وتصحيح المفاهيم الخاطئة. مع احداث نقلة نوعية في التأهيل والتدريب والتثقيف. في برامج غير مسبوقة من التدريب النوعي التراكمي المستمر بما يواكب العصر ويسهم في التعامل بحكمة بالغة ورؤية واعية مع مستجداته وقضاياه.
ويأتي في هذا الإطار اطلاق مشروع المدرسة القرآنية بالمساجد الكبري والجامعة بحيث يقوم علي العمل بها محفظون ومحفظات اكفاء متميزون. وتقدم هذه المدارس جميعا خدماتها بالمجان خدمة لكتاب الله عز وجل من جهة. وقطعاً للطريق علي الجامعات المتطرفة من العبث بعقول النشء من جهة أخري. هذا إضافة إلي التوسع في خطة اعمار المساجد مبني ومعني مظهراً وجوهراً. والله الموفق والهادي إلي سواء السبيل.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف