فيتو
ثروت الخرباوى
هم العدو فاحذرهم
حقيقة لا ينبغي أن تغيب عنا أبدًا، هي أن الإنسان الذي يفرح لأحزانك، ويشمت فيك عند انكسارك، ثم يكاد يموت كمدًا عند انتصاراتك، لا ينبغي أن تأمن له أبدًا، ولو أقسم لك بصلاح النية، هؤلاء (هم العدو فاحذرهم).

كلنا رأى أو سمع أو عرف أن الإخوان في أثناء حرب 1956 التي استهدفت مصر كانوا أعوانًا للإنجليز، فعقب محاولة اغتيال عبد الناصر الفاشلة، توجه بعضهم إلى لندن، وفي لندن أنشأت لهم المخابرات البريطانية إذاعة موجهة لمصر، أخذوا من خلالها يشنون حربًا معنوية ضد الشعب المصري، صرخوا عبر موجات الأثير، وقالوا للشعب المصري: قم أيها الشعب واقض على حكم عبد الناصر، فهو عميل للإنجليز! متواطئ مع اليهود!! جاسوس للأمريكان! شيوعي يعمل مع المخابرات الروسية!! وكان من المطلوب أن يصدق الشعب كل هذا الهراء المتناقض، ولكنهم لم يهتموا بتناقض الأكاذيب؛ لأن الشماتة هي دين قلوبهم وما تخفي صدورهم أكبر.

وكلنا رأى أو سمع أو عرف أن الإخوان في حرب يونيو 1967 شمتوا في نكسة مصر، وهللوا وكبروا وهم في السجون، وسجدوا لله شكرًا لأنهم كانوا يظنون أن هذه النكسة سيترتب عليها سقوط حكم عبد الناصر، لم يأبهوا لما نالته مصر من خسائر، ولم يشفقوا على الشعب الذي سيذوق ويلات الهزيمة، ولقد وصل الأمر بهم في ردود أفعالهم الشامتة في مصر كلها عند هذه الهزيمة ما كتبه مصطفى مشهور في أحد أعداد مجلة "الاعتصام الإسلامي" أنه طلب من الإخوان الذين كانوا معه في سجن الواحات يوم التاسع من يونيو عام 1967 أن يقيموا صلاة تهجد يتهجدون فيها لله ثم يتوجهون له بالدعاء أن يُسقط حكم عبد الناصر، ويستطرد مشهور بأن أحد الإخوة الطيبين سأله: ألا نطلب من الله أن ينصر مصر، فرد مشهور: لو نصر الله مصر وعبد الناصر في الحكم فسنموت نحن في السجن!

أما أسوأ أيامهم فقد كانت عند انتصار السادس من أكتوبر، كادوا يموتون كمدًا؛ لأن هذا النصر سيثبت دعائم الدولة ويقويها، وهم يريدونها منهارة لينقضوا عليها ويحكموها، ولكن الله أخزاهم.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف