الأهرام
اسماء الحسينى
أمن إسرائيل السراب
مازال قادة إسرائيل يبيعون الوهم والسراب للإسرائيليين والعالم الغربي، ومازالوا يعزفون نفس اللحن المقيت، أن أمن إسرائيل يتحقق بالتوسع الاستيطاني. وقد أشار تقرير للأمم المتحدة صدر أخيرا إلى أن الاستيطان زاد فى عام 2017 بنسبة 30% عنها فى عام 2016. وحذر التقرير من أن هذه الزيادة المتسارعة فى بناء المستوطنات هى أمر يعرقل فرص حل الدولتين.

والمؤكد أن الإسرائيليين لم يجدوا الأمن بعد كل تلك المستوطنات التى بنوها، والإجراءات الأمنية المشددة، وجدار الفصل العنصرى الذى يعد أمرا غير مسبوق. وقد أثبتت الأحداث أن كل ذلك لم ولن يحقق السلام والاستقرار للإسرائيليين ، فها نحن نستيقظ صبيحة يوم أمس على عملية استشهادية قام بها فلسطينيون وقتل فيها 3 من حراس إحدى المستوطنات.

ويبدو أن قادة إسرائيل مصرون على أن يصموا آذانهم عن كل الدعوات التى تنادى بإحلال السلام على أساس حل الدولتين، وفى الواقع أن هذا الحل لا يمكن تطبيقه إلا إذا أزيلت آثار العدوان الإسرائيلى عن الأراضى الفلسطينية المحتلة منذ 5 يونيو 1967، وهذا الكلام ليس أماني، بل هو تذكير بالقرارات الدولية الصادرة بشأن الاحتلال الإسرائيلي، إذ كيف يمكن تطبيق حل الدولتين فى ظل التوسع الإسرائيلى الاستيطانى السرطاني، وكيف يمكن إقناع الشباب الفلسطينى الذين تقطعت بهم السبل، بأن يتعاطوا الحل السلمى مع دولة لا تعترف بحقهم فى أرضهم وحقهم فى الوجود والكرامة. أما المدنيون الإسرائيليون فإن عليهم أن يفكروا مليا فى مستقبلهم، فهم لن ينعموا أبدا بالسلام أو الاستقرار طالما استمرت معاناة الفلسطينيين، واستمر احتلال أراضيهم، فدروس التاريخ لا تكذب، والظلم ظلمات.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف