الجمهورية
اللواء د. محسن الفحام
"الثقة في النفس.. أساس النجاح"
نتحدث اليوم - بطبيعة الحال - عن زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي لنيويورك لإلقاء كلمة مصر في الدورة رقم 72 للجمعية العامة للأمم المتحدة.. سوف يقتصر حديثي علي نقاط محددة قد لا يكون تم ملاحظتها بالقدر الكافي برغم أهميتها الكبيرة من وجهة نظري والتي قام بها الرئيس بكل جسارة وثقة بالنفس تؤكد أن هذا الرجل قد وصل إلي درجة عالية من معرفة المجتمع الدولي وكيف يحاوره ويتحاور معه.
أولا: أن الرئيس لم يصطحب معه أيا من أعضاء البرلمان المصري لقناعته الكاملة أن المصريين في الولايات المتحدة الأمريكية يقدرون ما يقوم به من جهود كبيرة هي محل تقدير واحترام من جانب القيادة الأمريكية.. وهو ما حدث بالفعل حيث تواجدت أعدادا كبيرة من المصريين بل والأمريكيين أمام مقر إقامته أو أمام الجمعية العامة فاقت الأعداد التي كانت متواجدة في الزيارات السابقة.
ثانيا: الإشارة بكل وضوح أن مصر لن تسمح بانهيار سورية وليبيا وسوف تقف بحسم ضد محاولات تقسيمهما باعتبارهما دولتين لهما بعدا استراتيجيا مع مصر.
ثالثا: الإشارة إلي تقاعس أثيوبيا في تفعيل اتفاقية استخدام مياه النيل.. وهو الأمر الذي يطرحه لأول مرة في محفل دولي كإنذار أو تحذير لعدم التلاعب في حصة المياه الواردة من هناك وكأنه يشهد العالم كله بتوجهات أثيوبيا في هذا الشأن.
رابعا: الإشارة إلي احتمالية أن تكون أفريقيا ملاذا للإرهاب إذا لم يهتم المجتمع الدولي بتنميتها والحفاظ علي استقرارها.
خامسا: أن منظمات حقوق الإنسان تكيل بمكيالين بين ما يحدث في بعض الدول والدول الأخري والدليل علي ذلك تقاعسها في مواجهة الاضطهاد والتطهير العرقي الذي تشهده ميانمار.
ثم نأتي عقب ذلك إلي أهم مقابلات الرئيس خلال هذه الزيارة - أيضا من وجهة نظرنا - وتقييمنا لها حيث نجد ما يلي.
1- كانت المقابلة الأولي مع رئيس الوزراء الإيطالي والتي تشير إلي عودة العلاقات الدافئة إلي طبيعتها في الجانب الإيطالي خاصة وأنه كان قد سبقها عودة السفير الإيطالي إلي القاهرة والسفير المصري إلي روما بعد الغيوم التي صاحبت حادث مقتل الإيطالي ريجيني والتي حاولت بعض القوي الخارجية وجماعة الإخوان الإرهابية استغلالها للتأثير علي العلاقة بين البلدين.
2- ثم تأتي المقابلة الثانية مع الرئيس الفلسطيني/ محمود عباس وأعتقد أنها كانت من الأهمية بمكان خاصة بعد نجاح مصر في إقناع حركة حماس بحل لجنتها الإدارية في قطاع غزة والموافقة علي إجراء انتخابات فلسطينية عامة.. وأن حديثه مع الرئيس الفلسطيني جاء لإقناعه بضرورة القيام بخطوة إيجابية مع هذا التوجه الإيجابي لحركة حماس بغض النظر عن مبررات ذلك علي الأقل في المرحلة الحالية.
3- ثم جاء اللقاء الأهم مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والذي استغرق تسعين دقيقة ولم يهتم الرئيس بردود الأفعال التي من المؤكد أنه توقعها خاصة من جماعة الفاشلين والمتشدقين إلا أنه بالرغم من ذلك كان لقاء معلنا في مقر إقامة الرئيس السيسي تناول خلالها ما تم من مصالحة بين الفصائل الفلسطينية المتصارعة وقبول حماس بتسليم مسئولية قطاع غزة إلي حكومة السلطة الفلسطينية بالإضافة إلي إعلانها قبول عملية السلام وقيام دولة فلسطينية علي حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.. وأنه علي الجانب الإسرائيلي ضرورة أن يتحمل مسئولياته تجاه ذلك وأن يبدي استعداده للتفاوض المثمر مع الجانب الفلسطيني.
هكذا كانت رؤيتنا لنتائج هذه الزيارة بغض النظر علي اللقاءات البروتوكولية الأخري بما فيها لقاء الرئيس الأمريكي.. لأنها لقاءات أغلقت ملفات وفتحت ملفات أدارها بنجاح وذكاء وبكل ثقة في النفس الرئيس عبدالفتاح السيسي.
وتحيا مصر
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف