الوفد
د. الشافعى محمد بشير
هل تغيرت هيومان رايتس ووتش؟!
شنت الصحف هجوماً حاداً على التقرير الأخير لمنظمة هيومان رايتس ووتش HRW ومقرها نيويورك بالولايات المتحدة الأمريكية، ونشرت جريدة «المصرى اليوم» يوم 11 سبتمبر عنوانها الرئيسى بالصفحة الأولى يقول «تقرير الصحافة الوطنية يعلن أن تقرير هيومان رايتس مشبوه».. ونشرت «الأهرام» فى نفس اليوم خبراً فى الصفحة السابعة يقول: «غضب فى البرلمان من تقرير هيومان رايتس ووتش»، وورد فى الصحيفة أن الأستاذ محمد فايق، رئيس المجلس القومى لحقوق الإنسان، يقول إن التقرير يعكس دور المنظمة المشبوه وانحيازاته الواضحة لجماعة الإخوان الإرهابية.
وأضاف أن الاهتمام بتقارير المنظمة يعود إلى كونها بمثابة مرجعية أساسية للولايات المتحدة ولم يفت جريدة «الوفد» أن تنشر فى صفحتها الأولى يوم 12 سبتمبر (أن حقوق الإنسان البرلمانية تعلن تقرير المنظمة المشبوه».
ولابد أن منظمة الهيومان رايتس قد حدث فيها تغيير جذرى جعل صورتها مختلفة عما كانت فى عام 1992 عندما دعوناها للحضور إلى مصر لفحص حالات من التعذيب فى السجون والمعتقلات فى ظل قانون الطوارئ الظالم والمطبق منذ عام 1981 وكان وفد المنظمة يتشكل من المديرة فريجينيا شيرى وعضو آخر معها، وقد صاحبنا ذلك الوفد لعرض حالات حقيقية للتعذيب فى الإسكندرية والمنصورة فضلاً عن حالتى اختفاء قسرى ومقابلة أسرة أحدهما فى مقر نقابة الأطباء بالإسكندرية ثم مقابلة أسرة ضحية أخرى للتعذيب فى المنصورة، بالإضافة إلى الاستماع لعشرات الحالات تحت سمعنا وبصرنا فى تلك الفترة من حكم الرئيس مبارك وقانون الطوارئ.
وكانت فريجينيا شيرى سيدة شجاعة وجسورة وطلبت من النائب العام المستشار رجاء العربى ووزير الداخلية اللواء عبدالحليم موسى أن يأذنا لها بزيارة السجون المصرية وأبرزت لهما خطاب توصية من الرئيس الأمريكى الأسبق جيمى كارتر مما جعل النائب العام ووزير الداخلية يسمحان لها بزيارة عدد من السجون ونشرت عنها تقريراً سيئاً جداً، وأوصت الحكومة الأمريكية أن تستخدم المعونات لمصر كوسيلة ضغط لإصلاح أحوال المعتقلين فى السجون المصرية، وأرسلت إلينا هذا التقرير واتصلنا بها تليفونياً وسألناها: هل أصدرت تقريراً عن انتهاكات إسرائيل لحقوق الإنسان؟ فقالت نعم وأرسلت إلىّ كتاباً يتضمن جرائم إسرائيل ضد الفلسطينيين مطالبة الحكومة الأمريكية باستخدام المعونة الأمريكية لمحاسبتها، وقد سجلت تلك الوقائع فى مقالنا بجريدة «الوفد» يوم 5 أبريل 2006 ثم سافرت إلى الأمم المتحدة فى نيويورك عام 2008 وذهبت إلى مقر المنظمة لمقابلة فريجينيا شيرى فلم أجدها إذ استغنت عنها المنظمة.. فهل تغيرت بتغيير الأشخاص؟.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف