الأخبار
محمد السيد عيد
الوصل والفصل - فقهاء آخر الزمان
قال الشيخ الزعبلاوي في كتابه المسمي » الحاوي في فقه البلاوي»‬، باب »‬ السقطات العلمية والأوهام الجنسية» : اعلم أعزك الله ورعاك، وحفظك ونجاك، أنه يأتي في آخر الزمان فقهاء ما أنزل الله بهم من سلطان، يقولون آراء غريبة، وفتاوي عجيبة، فإن أدركت هذا الزمان، فاستعذ بالله من الشيطان، واطلب منه أن يخلص البلاد منهم بحوله وقوته، وينقذ الناس منهم بعظيم قدرته.
ومما سيقوله فقهاء البلاوي إنه يجوز للرجال مضاجعة الزوجات بعد الممات، ويسمون هذا مضاجعة الوداع، وهذا كلام ناس في الضياع، فكيف لرجل عاش مع امرأة عمرًا، وأحبها دهرًا، ألا يحزن عليها عند وفاتها، ويبكي حزنًا لفراقها ؟ وكيف له وهو يئن من الأوجاع أن يجد في نفسه الرغبة أو القدرة علي الجماع ؟ ومن قال لحضرة الفقية النبيه، والعالم الوجيه، إن المرأة إذا غادرت الحياة، وصارت متوفاة، يستمر مع وفاتها عقد الزوجية ؟ أو يحق للزوج معاشرتها كما لو كانت حية ؟ إنه الجهل بالعلوم الشرعية، وعدم المعرفة بالنفس السوية، وعدم إدراك النواحي المرعية، عند وفاة شريكة العمر العزيزة الغالية. ندعو الله رب العالمين أن يحفظنا من الجهل والجاهلين. قولوا معي : آمين.
وسيقول فقهاء آخر الزمان، وهم يظنون أنهم جاءوا بما لم يأت به إنس ولا جان، إنه يجوز للرجل مضاجعة البهيمة، وهذه آراء لئيمة، يريدون بها التسوية بين الإنسان والحيوان، وينشرون بها الفاحشة في هذا الزمان، ويحاربون فطرة الله التي فطر عليها الناس، وهي الزواج والمتعة والإيناس، بامرأة جميلة، تشبه النسمة العليلة، وتكون لزوجها سكنًا، ولأبنائها حضنًا، ولا ترفس ولا تنطح، ولا تنهق ولا تفضح. فإن قابلت فقيهًا يقول هذا المقال فأنذره بسوء المآل. لأن الله كرم الإنسان، وفضله عن الحيوان، ونفخ فيه من روح الرحمن. فلا تسمع بعد تكريم الله لك لأي كلامٍ مختل، واستخدم ما وهبه لك الله من عقل، لكي تميز الآراء الجيدة من الفاسدة، والفتاوي الصائبة من الخائبة. وقانا الله وإياك شر الخيبة والريبة، وهذه الفتاوي التي لا تطلع إلا من زريبة.
ومن الفتاوي التي سيقول بها المتخلفون، الذين يدعون أنهم سلفيون : جواز نكاح القاصر ولو كانت في المهد، فلا تصدق دعواهم ولو جاءوا لك بألف سند، فأي نكاح لطفلة مولودة ؟ ألا تتساوي هذه الطفلة لو مسها رجل مع الموءودة ؟ وهل انتهت من الدنيا الآنسات الجميلات، والنساء الناضجات، والعوانس والأرامل والمطلقات ؟ فما لهم يريدون لنا أن نترك كل هؤلاء ونتزوج بالقاصرات، والفتيات المولودات ؟ ألا يضيقون بهذا من رحمة الله الواسعة. ويسيئون لشريعة الإسلام الرائعة ؟ وربما تعللوا في ذلك بزواج النبي من عائشة صاحبة السيرة العطرة، فإذا سمعت ذلك منهم فلا تهتز قيد شعرة، وبادلهم الفكرة بالفكرة، وقل لهم إن الطب الحديث أثبت أن الزواج المبكر مضرة، وإن زوجات النبي لسن مثل أحد من النساء بالمرة. أضف لهذا أن الشباب في عصرنا لا يجدون المال، ويضيق بهم الحال، فيتأخر سن الزواج سنوات وسنوات، وتكثر العانسات، فهل من المروءة تركهن إلي طفلة تحتاج إلي أم ترضعها، لا إلي رجل يضاجعها ؟
ومن الفتاوي التي سيشيعها فقهاء البلاوي : القول برضاعة الكبير، وهذا يدل علي عقلهم الصغير، فماذا لو كانت المرأة ليس في صدرها شيء من الألبان، وكان الرجل لئيم جبان؟ ألن يتحول الأمر للإثارة، ويجلب الفساد ويجرنا للدعارة ؟ وإليك الحجة التي تدحض حجته، والجملة التي تسكته، فلتقل له: أنا أريد الرضاع من امرأتك، أو أمك أو أختك، ثم انظر ماذا سيفعل.
اللهم لا تفتنا بأقوال فقهاء آخر الزمان، وارحمنا برحمتك يارحمن.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف