المساء
مختار عبد العال
السيرفوق الأشواك - أعاصير.. أمريكا
أتعجب كثيراً من تلك التعليقات التي تظهر علي مواقع التواصل الاجتماعي وفي بعض وسائل الإعلام وعلي ألسنة بعض السياسيين والشيوخ التي تعلن الشماتة في أعاصير أمريكا وأنها رسالة السماء رداً علي ما تفعله أمريكا بالمسلمين من قتل وتشريد وخلافه فجاء انتقام السماء بهذا الشكل.
لكل هؤلاء وغيرهم أقول عفواً أيها السادة لا يمكن النظر للأمور بهذا الشكل وبذلك المنطق ولا يمكن أن نغرس في أذهان وعقول أبنائنا هذا التواكل المرفوض ثم هل معني ذلك أن الله راض عنا وهل أحوالنا تسر أحداً؟!
يا حضرات إن الكوارث والمصائب ليست مجالاً للشماتة أو استخلاص دروس وعبر ليست في محلها ولا هي فرصة لكي نتهرب من مسئوليتنا تجاه الغير وتجاه أنفسنا.. ثم ما هي مكاسبنا في أعاصير أمريكا.. دعونا ننظر إلي الوجه الآخر.. ألم تتسابق بعض الدول العربية والإسلامية ـ اسماً ـ في إعلان التبرع لضحايا تلك الأعاصير وكأن أمريكا لم يكفها المليارات من الدولارات التي تحصل عليها من صفقات السلاح لهذه الدول؟! ألم يكن العرب والمسلمون هم الخاسر الأكبر من أحداث 11 سبتمبر التي وقعت في الولايات المتحدة ودفع العرب والمسلمون ثمنها باحتلال أفغانستان ثم العراق ثم ابتزاز الدول العربية والإسلامية حتي اليوم؟!
يا حضرات تعالوا نتعلم أهم درس خرجت به وسائل الإعلام الأمريكية والمحللون والمراقبون من هذه الأعاصير ألا وهو أن تلك الأعاصير أثبتت كما قالت التقارير والمحللون زيادة كفاءة الولايات المتحدة في مواجهة الأعاصير بعد التجارب العديدة التي مرت بها وكانت النتيجة أنه رغم الخسائر بالمليارات من الدولارات إلا أن أعداد الضحايا قليلة جداً.. وأن الاستعدادات والتحذيرات كانت جيدة جداً وبناء علي دراسات وعلم.. وأخيراً وليس آخر إعلان خمسة من الرؤساء السابقين للولايات المتحدة عن اطلاق حملة موحدة بعنوان "إغاثة أمريكا واحدة" لتمويل صندوق كوارث فلوريدا ودعم عمليات الإغاثة وهي الحملة التي أعلن ترامب نفسه عن دعمها عبر تغريدة بموقع تويتر.
حمي الله مصر وحفظها من كل سوء
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف