الجمهورية
عبد الرحمن فهمى
رياضة.. رياضة!! زي بعضه!!
أثار البيان الذي وزعه محمود الخطيب علي كل الصحف الذي ذكر فيه نيته لترشيح نفسه رئيساً للنادي الأهلي.. أثار في ذاكرتي الكثير عن تاريخ انتخابات النادي الأهلي باعتباره صاحب الشعبية الكروية الكبري.
كانت الجمعية العمومية للنادي تنعقد في صالة راتب وبعض الكراسي في الحديقة الصغيرة أمام الصالة.. لم نكن قد وصلنا إلي هذا الجمع المهول الذي لم يكن ممكنا جمعه في يوم واحد في مكان واحد كما تنص اللائحة الأولمبية.. لذا كانت الجمعية العمومية عيداً يجمع أفراد الأسرة الواحدة بعد طول فراق.. كانت الجمعية العمومية فرحاً بجميع الأحباء لتهنئة 11 عريساً بدلاً من عروسين.. تهنئة المجلس الجديد أياً كان بحب حقيقي!!
***
من الحكايات القديمة.. قرر فكري باشا أباظة وكيل ثاني النادي المستديم أن يترك منصبه لعمر عمر نقيب المحامين الدائم.. قرر عدم ترشيح نفسه في انتخابات ما علي أن يحل محله عمر عمر.. قرر عمر عمر بالاتفاق مع أمين شعير مدير عام النادي بعمل "مقلب" في فكري أباظة.. قررا ترشيح فكري أباظة دون أن يعلم!! وتم سحب أوراق ترشيح باسم فكري أباظة!! وقام بالتوقيع باسمه عمر عمر.. وظل هذا الموضوع سراً لا يعلمه سوي عمر عمر وأمين شعير.. وظل فكري باشا يعمل دعاية لعمر عمر طوال الأسبوع الذي يسبق يوم الانتخابات.. ثم فوجئ فكري باشا صباح الجمعية العمومية أنه هو المرشح!!!.. وما أن لمح عمر عمر جالساً بعيداً حتي سار نحوه وهو علي يقين بأن عمر هو صاحب هذا المقلب.. هنا ترك عمر مجلسه وجري خارج صالة راتب ويجري وراءه فكري باشا وكل الأعضاء تضحك من قلوبها.. فكري باشا يقسم مائة يمين أنه سيضرب عمر.. وعمر يجري هنا وهناك.
جو رائع جميل مليء بالمحبة والتضحية والإخوة الصادقة.. أين هذا الآن؟!!
***
وهناك قصة ترشيح أنور السادات رئيساً للنادي الأهلي.. كانت قنبلة مدوية في كل الأوساط.. رشح السادات نفسه ضد كل اللوائح.. لم يكن عضواً عاملاً مضي علي عضويته أكثر من سنة.. لم يقدم ورقة من مائة عضو عامل للموافقة علي ترشيحه.. أحمد باشا عبود قرر عدم ترشيح نفسه فهذه هي عادته طوال 19 سنة.. إذا لم ينجح بالتزكية يسحب أوراق ترشيحه فوراً.. وقع أمين شعير مدير النادي في مشكلة.. عبود باشا هو الذي ينفق علي النادي من الألف للياء.. كان أنور السادات رئيساً للمؤتمر الإسلامي في القصر الكبير في شارع البرازيل بالزمالك ومدير مكتبه محمود بك فهمي والد الناقد الرياضي الكبير خفيف الظل ماهر فهمي.. جرت الأيام ولم يبق سوي يوم واحد علي غلق باب الترشيح.. اتفق أمين شعير مع محمود بك فهمي علي عمل المستحيل لكي يتنازل السادات عن ترشيح نفسه.. وبالفعل سحب أمين شعير ورقة تنازل وذهب إلي مكتب السادات وقال له مع محمود بك فهمي ما معناه أن النادي كله يتحدث عن المشكلة التي ستقع فيها وأيضاً والأهم ثورة يوليو الوليدة التي يحبها كل الناس.. اللاعبون والأعضاء يحبون عبود باشا وسقوطك في الانتخابات في غير صالح البلد كله.. كان رد السادات أن عبدالناصر أيضاً غير مرتاح لترشيحي فما العمل!!.. قال شعير بسرعة وهو لا يصدق نفسه: وقع هنا علي هذه الورقة بسرعة!!.. وأخذ شعير الورقة وجري إلي النادي ليقدم أوراق ترشيح عبود باشا.
استبق السادات مدير مكتبه محمود بك فهمي وسأله: ما رأيك؟!.. قال محمود بك إن هناك موضوعاً أهم.. سيادتك لست عضواً عاملاً مر عليك سنة!! ولم تقدم تأييداً من مائة عضو عامل لترشيحك ومن الممكن أن يطعن أي محام في الانتخابات ويتم سحب الرئاسة منك.. وصمت السادات.. كان هذا في ديسمبر 1953 بعد الثورة بشهور!!
***
وبعد..
من حق الخطيب أن يرشح نفسه مثل أي عضو عامل من آلاف الأعضاء.. ولكن الخطيب بالذات كان نائب الرئيس في مجلس محال للنيابة العامة منذ أيام طاهر أبوزيد.. فياريت نبحث هذا الموضوع قبل أي انتخابات!! كفانا قضايا وطعوناً بالبطلان!!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف