ــ بداية يجب أن نعترف بأن مستوي التحكيم تدهور في السنوات الأخيرة.. ويزداد تدهوراً عاماً وراء عام.. والمسئول الأول والأخير عن هذا التدهور هو اتحاد الكرة.. بل التحكيم هو أهم ما يجب أن يشغل الاتحاد وإلا ضاعت اللعبة الشعبية الأولي.. وضاع الاتحاد نفسه!!! هناك دول أوروبية كثيرة فصلت التحكيم عن اختصاصاتها وتركت الحكام يكونون اتحاداً مستقلاً بميزانية مستقلة وانتخابات مستقلة ومكان مخصص لهم بعيداً عن الاتحاد نفسه.
في يوم ما.. فكرنا في هذا الموضوع.. بل كتبنا عنه في مجلة الاتحاد وكان اسمها "الكورة المصرية".. وأتذكر أنه تم تنفيذ الفكرة بطريقة "عوجا ء".. برجل واحدة.. تم تخصيص آخر دور في المبني للحكام.. وهو عبارة عن حجرتين والباقي سُطح مكشوف يسمونه في البيوت "روف"!!!.. كان العلاج شكلياً بلا مردود ولا نتيجة!!!
في نفس الوقت كان الاتحاد الإفريقي "الكاف" ينتقل بالتدريج إلي مبناه الجديد في 6 أكتوبر.. وظهرت فكرة تخصيص هذا المبني الموجود بجوار الاتحاد تخصيصه لاتحاد الحكام.. واعترض الاتحاد الإفريقي مدعيا ملكيته للمبني!!!!.. في هذا الوقت كنت قد تركت المبني حتي هذه اللحظة وتوقفت المجلة عن الصدور حينما اكتشفنا أن الشيكات يصرفها غير أصحابها!!!! ودخل فيروس الفساد في المبني بلا خروج!!!
***
أعود إلي مشكلة التحكيم فأقول إنه شيء طبيعي جداً أن يصل مستوي التحكيم إلي هذا المستوي المتدني للغاية.. لأن مستوي الاتحادات نفسه هبط إلي نفس المستوي.. كان أي اتحاد قديم يعتبر الحكم هو القاضي الذي يحكم في المحكمة.. في رأسه وخياله وأمام عينيه طوال تسعين دقيقة "ميزان العدالة" المرسوم فوق كرسي القاضي في كل المحاكم.. وفي قلب الحكم قول الله تعالي "وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل" نفس الآية المكتوبة أمام كل قاض في كل محكمة.
كان هذا زمان.. الآن كل سنة وأنت طيب!!!!
***
لكي تتدلي الصفارة فوق صدر الحكم ــ مثل قلادة النيل لمن أخذ جائزة نوبل ــ يجب أن يمر بامتحان أشق من الناجح في الثانوية العامة ويريد أن يلتحق بكلية عسكرية.. كشف طبي علي أعلي مستوي من أطباء علي أعلي مستوي.. ولما يجتاز هذا الاختبار.. أمامه كشف رياضي وضع برنامجه "الفيفا" منذ قرنين من الزمان!!!! ثم بعد ذلك امتحان تحريري كان يضعه عادة المرحوم عزت العشماوي مدرس اللغة الإنجليزية وعميد التحكيم المصري ومترجم قوانين الكرة للغة العربية.. الامتحان عبارة عن ورقة فلسكاب عليها بعض الأخطاء وما قرار الحكم.. تتم كتابة أكثر من إجابة علي كل خطأ وعلي الممتحن أن يضع علامة صح علي إجابة واحدة ويتم سحب الأوراق بعد عشر دقائق لأن الحكم لابد أن يكون سريع البديهة.
ــ هل حكامنا الحاليون مروا علي هذه الاختبارات والامتحانات!!!
ــ أشك.. كل حكم أو عضو بالاتحاد.. أو بأي علاقة رياضية أو غير رياضية يرشح الابن ابنه ليكون حكماً دولياً ويسافر في كل الدنيا مثل الشعر الغجري كما قال نزار القباني!!!! وإذا أرسلت "الفيفا" بعض رجالها لامتحان الحكام الدوليين المجاملات والهدايا وحسن الضيافة كفيلة بنجاح الجميع.
***
* كانت هناك فكرة مثل أوروبا.. يحترف بعض الحكام ليتفرغوا للتحكيم مقابل رفع مكافآتهم بأقصي حد!!! ولا أدري إذا كان قد حدث هذا أم لا.
* وعندما كان المرحوم محمد حسام رئيسا للجنة الحكام فكر في اختيار بعض لاعبي فريق تحت 21 سنة القومي "زمان" ويكون لهم ما أسماه "حكام تحت الاختبار" وبعد اعتزالهم بعد 12 سنة علي الأقل سيكونون حكاماً علي أعلي مستوي.. وماتت الفكرة بموت حسام.
والبقية في حياتكم جميعا!!!!!!