المصرى اليوم
سحر الجعارة
احترس: مصر ترجع إلى عصر الجاهلية
لأول مرة تتولى امرأة مسلمة مهام منصبها «كرئيسة لسنغافورة»، لتقود «حليمة يعقوب» سنغافورة، فى أروع إعلان عن الانحياز للأقليات العرقية أولا وللنساء ثانيا، فحليمة تنتمى لأقلية «الملايو»، وهى مجموعة عرقية يعتنق أغلبها الإسلام السُّنى، ويهدف قرار «تعيينها» رئيسة للبلاد إلى تعزيز الشعور بالشمول فى الدولة متعددة الثقافات، فقد قررت سنغافورة أن تكون الرئاسة، وهو منصب شرفى إلى حد بعيد، محجوزة هذه المرة للمرشحين من تلك الأقلية، لتصبح أول امرأة مسلمة تتولى منصب رئاسة سنغافورة وثانى رئيس من عرقية الملايو بعد «يوسف إسحق»، الذى تزين صورته أوراق النقد فى البلاد.

أما إن شئت التعرف على حجم هذه الأقلية فتعدادها يصل إلى حوالى 27.8 مليون نسمة، (يعيشون فى ماليزيا وإندونيسيا وتايلاند وسنغافورة وبروناى، ويتكلمون اللغة الملاوية، ويعتنق أغلبهم الإسلام بمذهبهِ السنى).. أى أنهم أقلية فى حجم دولة متفرقة بين عدة دول.

ولذلك قررت سنغافورة أن تكون الرئاسة محجوزة للمرشحين من أقلية «الملايو» هذه المرة، بهدف تعزيز الشعور بالتنوع والاندماج فى الدولة متعددة الثقافات.. وكان من المتوقع أن يجرى التصويت على الانتخابات الرئاسية هناك فى 23 سبتمبر، لكن إدارة الانتخابات أعلنت أن اثنين من المرشحين الأربعة الآخرين ليسوا من الملايو، بينما لم يحصل الآخران على شهادة تأهيل للمنافسة على المنصب!.

وكأن سنغافورة تقدم درسا وطنيا فى دمج الأقليات الدينية والعرقية، وتمكينهم من أعلى المناصب القيادية، وهى الدولة صاحبة التاريخ الحافل بالمهاجرين.. فسكانها الذين يصل تعدادهم إلى حوالى خمسة ملايين هم خليط من الصينيين والملايويين والهنود وآسيويين من ثقافات مختلفة والقوقازيين.

وفى أول ظهور لها قالت «يعقوب» إن وضعها كأول سيدة فى سنغافورة «ليس مجرد رمز»، وذلك فى خطاب ألقته أمام حشد يهتف بينما كان يرتدى البرتقالى، وهو لون من المفترض أن يرمز إلى الوحدة.. وأضافت: (أنا رئيسة للجميع، وعلى الرغم من عدم وجود انتخابات فإن التزامى بخدمتكم يظل كما هو). وأكدت «حليمة» أنها «ستبدأ العمل على الفور» لتوحيد البلاد.

وقد لاقى اختيار «حليمة» دون انتخابات انتقادات عديدة على وسائل التواصل الاجتماعى، وهى السياسية البارعة التى تبلغ من العمر 63 عاما، والتى ترتدى الحجاب.. رغم أنها مؤهلة سياسيا وعملت بالشأن العام طوال 40 سنة.

ورئاسة الدولة فى سنغافورة هى «منصب شرفى»، يمنح الحاكم صلاحيات محدودة، بما فى ذلك استخدام الفيتو ضد تعيينات رسمية عليا.. لكن الانتقادات حول «حليمة» انصبت على اختيارها «بالتعيين وليس بالانتخاب»، ولم نسمع صوتا واحدا يتحدث عن «الولاية العامة للمرأة»، ولا يردد الاستدلال الخاطئ للحديث الشريف، الذى ورد عن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، حين خرج إلى المصلّى، فمرّ على النساء فقال: (يا معشر النساء تصدقن، فإنى أُرِيتُكُنّ أكثر أهل النار).. فقلن: (وبِمَ يا رسول الله؟) قال: (تكثرن اللّعن، وتكفرن العشير، ما رأيت من ناقصات عقل ودين أذهب لِلُبّ الرجل الحازم من إحداكن).. ولعل التفسير الخاطئ لهذا الحديث هو سبب نصف مآسى المرأة.

الآن تقود «حليمة» سنغافورة، رابع أهم مركز مالى فى العالم، والمدينة العالمية التى تلعب دورا مهما فى الاقتصاد العالمى.. وتصنف سنغافورة على أنها واحدة من الدول الأقل فسادا فى العالم من قبل منظمة الشفافية الدولية.

أما إذا انتقلنا إلى الهند، فى نفس الأسبوع الماضى، فسنجدها عينت لأول مرة فى تاريخها امرأة لتتولى منصب وزيرة الدفاع. وهذه الوزارة ذات أهمية كبرى فى البلاد.. «والمرأة هى نيرمالا سيتارمان».

وحين تعود إلى مصر: احترس فالدولة ترجع إلى الخلف أمام ضربات التيار السلفى وخفافيش الظلام، فقرروا تحنيط المرأة ودفنها فى تابوت التراث المرصع من الخارج بعدة وزيرات ومستشارة ومحافظ.. أما باقى نساء مصر فقد دخلن مرحلة «الموت الإكلينيكى»!!.

تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف