فيتو
عبد القادر شهيب
عربدة الإخوان في أوروبا
في جولة شملت أربع عواصم أوروبية: كوبنهاجن، أمستردام، بودابست، فينا، كان المشترك فيها هو ذلك النشاط الحثيث الذي يقوم به التنظيم الدولى للإخوان، رغم العنف والإرهاب صار هاجسا أوروبيًا الآن بعد الضربات الإرهابية التي تعرضت لها بعض الدول الأوروبية، واللافت للانتباه أن هذا النشاط الإخواني يتزايد ولا يقل وينحسر، مثلما نلمس ذلك بوضوح وبشكل يثير قلق أغلب المصريين في بودابست وفينا التي كانت مقرا مختارا عدة سنوات للقيادي الإخواني عصام الحداد، الذي كانت تعتبره الجماعة وزير خارجيتها، ومعه عدد من كوادر الجماعة.

وبالطبع الوجود الإخواني في أوروبا مفهوم نظرا لأن جماعة الإخوان نشأت وترعرت تحت رعاية إحدى الدول الأوروبية الغريبة، والتي كانت وقتها هي القوة العظمى الأكبر وهى بريطانيا، ولذلك الوجود الإخواني في أوروبا ليس جديدا بل هو يعود إلى الخمسينات من القرن الماضى، عندما هرب عدد من قادة وكوادر الجماعة من مصر ولاذوا بعدد من الدول العربية الخليجية والدول الأوروبية الغريبة، واستثمروا ما حصلوا عليه من أموال عربية خليجية في داخل أوروبا تحت إشراف يوسف ندا، الذي اتخذ من ألمانيا مقرا أساسيا له، وبعد أن زادت الأموال في أيديهم أسس الإخوان تنظيما دوليا لهم اتخذ من عدة عواصم أوروبية غربية مجالا لنشاطه المتنوع وليس الاقتصادى فقط.

لكن الجديد أن الإخوان يكثفون نشاطهم الآن في دول أوروبية أخرى غير الدول الأوروبية الغربية، ويجندون المزيد من الأعضاء، خاصة الشباب، ويجمعون المزيد من الأموال التي تقوى تنظيمهم الدولى وجماعتهم في مصر، والغريب أن ذلك يتم تحت بصر حكومات هذه الدول، فالاتحاد الأوروبي لم يعتبر الإخوان جماعة إرهابية حتى الآن، وكذلك يتم ذلك في غياب جهد مصرى سواء رسمى أو شعبى لملاحقة هذه العربدة الإخوانية.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف