الأهرام
ماهر مقلد
ما بعد الزيارة
زيارة اسماعيل هنية رئيس المكتب السياسى لحركة حماس لمصر على رأس وفد كبير من قياديى الحركة تأتى فى توقيت بالغ الدقة على مستوى العلاقات المصرية مع الحركة التى لا تلتزم بتعهدات منذ سنوات.

مصر دوما تفتح أبوابها لكل جهد عربى مخلص من أجل خدمة القضايا العربية والوطنية، وهى تتعامل بميزان من الذهب مع الأشقاء فى فلسطين المحتلة على الرغم من المرارة التى تشعر بها من كثرة المواقف السلبية التى تصدر منهم ولا تفيد القضية المركزية الأم ولا تحقق أى شىء سوى ردة فى مسيرة المكاسب التى كانت قد تحققت على مدى السنوات .

هنية يرأس المكتب السياسى للحركة منذ شهر مايو الماضى فى الانتخابات التى جرت فى الدوحة، ولم يتمكن من حضورها,وبعد منافسة مع القيادى موسى ابومرزوق.

حماس عاشت منذ عام 1996 تحت قيادة خالد مشعل وحتى انتخاب هنية وهناك ترقب كبير لدور هنية و لقراراته المقبلة، سواء على صعيد ترميم العلاقات مع حركة فتح والسلطة الفلسطينية أو على صعيد العلاقات العربية .

حيث يتوقع المراقبون بصماته فى عدد من الملفات المؤثرة، صحيح ان نهج الحركة ثابت غير ان المعطيات على الأرض تفرض واقعا جديدا فى ظل تجفيف منابع التمويل عالميا والانقسام الفاضح مع حركة فتح وتمدد الدور الإسرائيلى وعدم وجود رغبة إسرائيلية فى استئناف المفاوضات بدعوى عدم توجود اوراق فى ايدى السلطة الفلسطينية وهى مؤشرات تجرح عين حماس وفتح وتلقى بأعباء ثقيلة على مصر التى تلتزم مبدأ صيرورة القضية الفلسطينية مهما تكن المتاعب والمواقف.

مصر تضررت كثيرا من السياسات التى تنتهجها الحركة، وهناك شبهات كبيرة حول تورط عناصر تنتمى لحماس فى عمليات إرهابية داخل الأراضى المصرية .

بدون شك المصارحة ولا غيرها هى عنوان المباحثات الخاصة بالوفد الفلسطينى فى القاهرة وعلى كل الأطراف أن تستمع للحقيقة مهما تكن مرة.

وقد تكون الزيارة السريعة نقطة مهمة فى الانطلاق نحو مفاهيم مختلفة فى العلاقات وهى زيارة بدأت بالقاهرة، ثم الدوحة وانقرة فلا بأس من الحوار.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف