الجمهورية
السيد البابلى
أزمة قطر.. والتدخل العسكري.. وحوارات الإذاعة
فجر أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح مفاجأة هائلة في حديثه في واشنطن عن الأزمة القطرية.
فأمير الكويت الذي قاد مصالحة لإنهاء المقاطعة مع قطر تحدث عن نجاح جهوده في إيقاف أي تحرك عسكري ضد قطر.
والحديث عن التحرك والتدخل العسكري في قطر لا يساعد علي التهدئة ونجاح الوساطات المطروحة بقدر ما يزيد من الشحن والتوتر الإعلامي القائم ويؤدي إلي تعقيد وتفاقم الأزمة.
فطوال مراحل الأزمة بين دول المقاطعة الأربع مصر والسعودية والإمارات والبحرين في مواجهة قطر فإن أحداً من هذه الدول لم يتحدث تصريحاً أو تلميحاً عن أي خيار عسكري محتمل ضد قطر. وكان هناك تركيز علي الحفاظ علي قطر ومصالح شعبها. وكان كل ما يصدر عن الدول الأربع مرتبط وقائم علي أهمية تجاوب قطر مع مطالب هذه الدول بالتوقف عن دعم الإرهاب.
وربما كان يقصد أمير الكويت نجاح بلاده في منع تصعيد الأمور إلي درجة المواجهة العسكرية وهو أمر يختلف بالطبع عن وجود نوايا أو ترتيبات وخطط لحل الأزمة بالتدخل العسكري.
وأمير الكويت الذي يتحرك من منطلقات وثوابت خليجية تهدف إلي الحفاظ علي مصالح دول الخليج وشعوبه يواجه في وساطته نظاماً مراوغاً يتنصل دائماً من تصريحاته وتعهداته. وهو النظام الذي أوقع أمير الكويت في حرج بالغ عندما تحدث الأمير عن تلقيه موافقة قطر علي مطالب الدول الأربعة بشأن الأزمة مع قطر. وبعد إعلانه ذلك بوقت قصير كانت قطر تعلن عكس ذلك وتؤكد أن هذه المطالب مرفوضة لأنها تمس السيادة القطرية..!!
أمير الكويت يتحدث بنوايا حسنة.. وحكام قطر يتعاملون مع الأزمة من منظور آخر.
¼ ¼ ¼
والرئيس الأمريكي دونالد ترامب شدد خلال لقائه مع أمير الكويت علي وقف تمويل الإرهاب وإنهاء الأزمة مع قطر.
والتصريح يحمل الكثير من المعاني ولكنه يتسم بالغموض وعدم الوضوح في تحديد الموقف الأمريكي من الأزمة.
فهو يتحدث عن وقف تمويل الإرهاب دون أن يشير إلي مسئولية قطر في ذلك ودون أن يشير أيضا إلي أن دعم الإرهاب هو السبب الأول لكل الأزمة الدائرة.
الرئيس ترامب يتحدث عن إنهاء الأزمة وهو مطلب وتوجه لا خلاف عليه ولا نقاش حوله ولكنه لم يشرح ويحدد كيف يمكن لها أن تنتهي وما هي مسئولية الدولة الراعية للإرهاب في ذلك..! ترامب يمثل موقفاً أمريكياً متناقضاً في هذه القضية وهو موقف في حقيقته يشجع قطر علي التصلب والعناد.
وبعيداً عن أزمة قطر التي أصابتنا بالملل والتعب من متابعتها والحديث فيها فإن هناك قضية أخري تصيبنا بنوع من القرف وتقودنا إلي إحساس باليأس حول تدهور المهنية والاحترافية وضياع معايير الأخلاق والآداب العامة في الحوارات والمقابلات الإذاعية والتليفزيونية.
وصباح يوم الاربعاء الماضي كان هناك مذيع ومذيعة يقدمان برنامجاً في إحدي إذاعات الـ إف.ام وكانا وهما يستظرفان يوجهان أسئلة إلي عدد من المتصلين يطلقان عليها أسئلة الجرأة.. وهذا نموذج من نوعية الأسئلة:
ــ متي آخر مرة قمت فيها بخيانة زوجتك..!
ــ متي كانت آخر مرة "استحميت" فيها..!
ــ وإمتي كانت آخر مرة "عملتها علي نفسك"..!
والمذيع يضحك.. والمذيعة تضحك.. ولا خجل ولا كسوف ولا حياء في الاجابات والتعليقات والأسئلة.. وكله حوار ترامادولي علي أعلي مستوي..!
وحوار هذا البرنامج لا يختلف عن حوارات كثيرة من هذا النوع فيها تجاوز وانحطاط وتدن وهبوط للغة الشارع دون توجيه أو تقييم لهذه البرامج التي تنشر ثقافة جديدة بعيدة عن الذوق العام. وبعيدة عن الالتزام الأخلاقي والمجتمعي. وسواقين ميكروباصات يجلسون أمام ميكروفونات الإذاعة..!
¼ ¼ ¼
والاستفزاز لم يعد إعلامياً فقط. وإنما دينياً أيضا..! فالصور المنشورة علي مختلف مواقع التواصل الاجتماعي عن مظاهر تدليل حجاج حملات الحج الفاخرة والتي كانت انعكاساً وتعبيراً عن مسلمين بعيدين عن واقع مجتمعاتهم وعن أوضاع الغلابة والمحتاجين.
وحجاج الحج الفاخر يدفع الواحد منهم ما يزيد علي 400 ألف جنيه للحج السريع الذي يتم فيه تقديم كل وسائل الراحة لهم خلال ساعات الحج بما في ذلك التدليك وجلسات "المساج"..!
ونقول إن ما يحدث هو نوع من الاستفزاز يخالف رسالة وتعاليم الإسلام لأن هذه الأموال لو خصصت لمساعدة شباب مقبل علي الزواج أو مرضي في انتظار الدواء أو لإنشاء مدارس ومستشفيات لكانت أكثر جدوي وأكثر حسنات عند الله سبحانه وتعالي من محاولة الحصول علي صك الغفران بالحج الفاخر بالطائرات الخاصة..!
وقد يكون بعض الذين يذهبون إلي هذا النوع من الحج من أصحاب القلوب الرحيمة ومن أهل الخير وأن الله قد أعطاهم الكثير لينعموا به ولكن ما يحتاجه البيت يحرم علي الجامع. والبيت هو المجتمع الكبير الذي يكثر به الغلابة والمحتاجون.. وهؤلاء لهم الأولوية قبل الحج الذي أصبح "عادة" عند بعض الأثرياء ولم يعد فريضة!!
¼ ¼ ¼
و90 مليون مصري يحلمون بالوصول لكأس العالم لكرة القدم و90 مليون مصري أصبحوا مدربين ومعلقين وخبراء في كرة القدم.. و90 مليون مصري يصبون لعناتهم علي "كوبر" الذي أفقد المنتخب اللون والطعم والرائحة. ومع ذلك فالتسعين مليون مصري سيقيمون له 90 مليون تمثال إذا ما وصلنا لكأس العالم ونجحنا في التخلص من عقدة مجدي عبدالغني..! المهم نوصل والحضري يلعب حتي لو كان عنده مائة سنة..!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف