الوفد
علاء عريبى
وعود نقيب الصحفيين
قلنا أكثر من مرة ان النقابة الوحيدة التي لم تقدم خدمات حقيقية لأعضائها هي نقابة الصحفيين، وأشرنا إلى أن السبب الحقيقي يعود إلى أمرين، الأول: خلط الصحفي بين عمله في الخدمة العامة وعمله بالصحافة، أو أنه يؤدى العمل العام بأنف وأنا الصحفي الكاتب المفكر المبدع الفنان، الأمر الثاني: إن بعض الذين يتقدمون لعضوية مجلس النقابة غير متحققين فى مؤسساتهم، ويتخذون النقابة سلما لكى يحققوا بعض المصالح على مستوى مؤسساتهم أو على مستوى المؤسسات الأخرى، إضافة إلى أن اسمه سوف يذيل بالكاتب الصحفي، مع ان بعضهم لا يجيد كتابة الخبر.
للأسف سنوات طويلة ضاعت على الصحفيين مع مجالس نفعية وشللية ، واليوم مهنة الصحافة تمر بمنعطف فى غاية الخطورة، قد يعصف بالمهنة وببيوت الصحفيين، الأزمة الاقتصادية التى تشهدها البلاد تركت أثارا بالغة على مهنة الصحافة، وعلى مرتبات الصحفيين وعلى أسرهم.
تعويم الجنيه ضرب المهنة فى مقتل، ارتفعت أسعار الأحبار والأوراق، وبات على الصحف أن ترفع سعر الجريدة على المواطن أو أنها تخفض من أعداد الصفحات والصفحات الملونة توفيرا للنفقات، أغلب الصحف عملت بالخيار الثانى رحمة بالمواطنين، أن يشتروا رغيف الخبز لأولادهم أفضل من شراء جريدة.
الصحفى فى ظل هذه الظروف البائسة أصبح يفكر فى المواطن وظروفه السيئة، ويفكر فى ظروفه هو الشخصية، فهو الاخر مواطن ولديه أسرة وأطفال يحتاجون للطعام، والملبس، والتعليم، والعلاج، من أين؟، أغلب الصحف رفعت راية التقشف، جمدت المرتبات وألغت العلاوات والبدلات لكى تستمر، وعملت بمنطق من قبل بقليله عاش، وقبلوا بالقليل لكى يعشوا ويعيش الأولاد، وسط كل هذه الأجواء البائسة تساءلنا: أين نقابة الصحفيين؟، لماذا لم تسع إلى مضاعفة بدل التكنولوجية، ومضاعفة معاش من تقاعدوا؟، لماذا لم تتفاوض مع الحكومة على دعم طباعة الصحف والأحبار؟، لماذا لم تتفاوض مع الحكومة على خفض نسبة التأمينات والمعاشات؟، لماذا لم تتفاوض مع المؤسسات التى تقوم بالتوزيع على خفض الأسعار لفترة الأزمة؟، لماذا لم تجتمع مع شركات الإعلان لدعم بعض الصحف التي أوشكت على الانهيار؟.
النقيب الحالي وعد بإصلاحات لبعض المسائل: زيادة البدل، زيادة المعاشات، تقديم مشروع علاج جديد يليق بالصحفيين، إعادة النظر في مشروع صندوق التكافل، مشروع قانون بورقة دمغة، حد ادني للأجور، رفع سن التقاعد، وضع شروط جديدة لإصدار الصحف تضمن الاستمرارية وحقوق العاملين، حل مشاكل الصحف التي أغلقت، وغيرها من الوعود والاقتراحات.
مرت الشهور وانشغل النقيب، ومازالت الوعود في خانة الوعود معلقة في الهواء، متى سينفذ بعضها؟، الله أعلم.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف