الوفد
مجدى حلمى
دلالات نجاح موسم الحج
لابد أن نهنئ المملكة العربية السعودية شعبا وحكومة وملكا على نجاح موسم الحج هذا العام، لقد مر الموسم دونما حوادث تذكر وبدأ حجاج بيت الله العودة إلى ديارهم ونتمنى أن يعودوا سالمين فرحين بحجتهم خاصة بعد مرور الموسم الأول منذ فترة بسلام وأمان.
ونجاح موسم الحج هذا العام له دلالات مهمة يحب أن نرصدها ونستفيد من دروسها حتى تستمر هذه الحالة فى أكبر تجمع لأصحاب ديانة فى مكان واحد فى العالم.
أول هذه الأمور والدلالات أن الأطراف التى كانت تعمل فى السنوات الماضية على إفساد موسم الحج فى محاولة لإظهار ضعف التنظيم أو الكيد للمملكة أو البحث عن دور أكبر من دورها تم إبعادها وتقليص أظافرها وأخص هنا اللوبى الإيرانى الإخوانى المتحالف منذ زمن طويل وهدفه الأول إسقاط المملكة والاستيلاء على الحرمين وهذا اللوبى ومن ورائهم من أجهزة استخبارات لعدد من الدول حاول مراراً وتكراراً افتعال حوادث فى موسم الحج، وكان آخرها حادث العام قبل الماضى وعندما امتنع حجاج إيران عن الذهاب الى الحج مر الموسم الماضى بهدوء إلا من حوادث فرديه وفى هذا الموسم عاد الايرانيين للحج لكنهم كان قد تم فضح اللوبى ونجحت المملكة فى كشف مؤامراته أمام الرأى العام الدولى.
والأمر الثانى هو النظام الذى وضعته الأجهزة المختصة والمشرف على الموسوم تطبيق هذا النظام بحسم وانضباط شديدين والأهم أن كل فرد من العاملين فى تطبيق هذا النظام من موظفين ومطوفين ومتطوعين كان كل واحد منهم يعرف دوره وقام به على أحسن وجه ويكفى أن الأجهزة المختصة أعادت أكثر من 400 ألف شخص جاءوا للحج دون تراخيص وهذا يدل على عدم التساهل فى اختراق النظام الموضوع، وهم من كان يدخل بينهم المخربون والمدفوعون لإفساد الموسم الدينى الذى يضم أكبر عدد من المسلمين فى العالم.
أما الأمر الثالث والمهم أن نجاح الموسم أسقط دعاوى تدويل الأماكن المقدسة فى المملكة وهى دعاوى فى الأصل اخترعها وروج لها الإعلام ومفكرو الصهيونية العالمية منذ سنوات طويلة وفشلت هذه الأفكار والدعاوى وللأسف تبناها بعد ذلك عدد من المعادين للمملكة، كما تحولت هذه الدعوى إلى نوع من المكايدة التى تستخدمها بعض الأنظمة فى حالة حدوث خلاف، ونجاح موسم الحج هذا العام أخرس الجميع وجعل مثل هذه الادعاءات مجرد هراء لا يسمع به أحد إلا من يقوله، وأن السعودية شعبا وحكومة وملكا هى صاحبة الرفادة والحماية لبيت الله الحرام ومسجد رسوله.
أما الأمر الثالث فهو التوسعة التى قامت وتقوم بها المملكة للحرمين الشريفين هذه التوسعة التى تكلفت مليارات الدولارات جعلت من الحج موسماً للعبادة فقط ويسرت على الحجاج ممارسة الطقوس الدينية بكل سهولة ويسر، وحتى فى منى تم إنشاء أكبر مدينة من الخيام فى العالم هذه المدينة التى يجب أن تدخل ضمن موسعة جينس الدولية، وكذلك رمى الجمرات التى كانت تحدث به كوارث، فهذه التوسعات التى ما زالت تتواصل جعلت من الحج أكثر راحة وهدوءاً، حتى وإن بلغ عدد الحجيج 4 ملايين وليس مليونين مثل هذا العام.
أما الأمر الرابع وهى الدلالة الأهم أن الحج أصبح موسماً دينياً بعيدا عن الشعارات السياسية وبعيدا عن الحزبية، وأصبح موسما لنبذ الإرهاب فى كل مكان فى العالم، فالتحالف الدولى لمكافحة الإرهاب انطلق من الأراضى السعودية، وكان موسم الحج عنوانا بأن المسلمين ضد الإرهاب وضد التحيز السياسى وهو ما يجب أن نبنى عليه فى حربنا ضد الإرهاب التى انطلقت وسوف تستمر لسنوات قادمة.
شكرا لكل شخص ساهم فى نجاح هذا الموسم، وشكرا لكل أبناء المملكة العربية السعودية شعبا وحكومة وأمراء وملكا، ونتمنى أن تستمر هذه الحالة فى المواسم القادمة.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف